تواجه بنجلاديش منذ عدة أسابيع موجة من الاضطرابات السياسية العنيفة التي أجبرت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار من البلاد، مما يمثل نهاية حكمها الذي دام 15 عامًا.
ورغم إعلان المكتب الرئاسي في بنجلاديش، حل البرلمان واستمرار المحادثات لتشكيل حكومة مؤقتة، وعدم وضوح الرؤية بشأن من سيكون جزءًا من الإدارة المؤقتة، دعت إحدى الجهات الرئيسية المنظمة للاحتجاجات الطلابية في بنجلاديش إلى اختيار محمد يونس الحائز على جائزة نوبل لتولي المسؤولية.
وقالت منظمة "ناهد إسلام" الحقوقية، التي شاركت في تنظيم الاحتجاجات، في مقطع مصور نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي إن قادة الاحتجاجات الطلابية تحدثوا بالفعل مع يونس، الذي وافق بدوره على تولي المسؤولية بالنظر إلى الوضع الحالي في البلاد.
وأضافت "ناهد إسلام" إن المحتجين الطلاب سيعلنون عن مزيد من الأسماء للحكومة، وإنه سيكون من الصعب على القيادة الحالية تجاهل خياراتهم.
من هو محمد يونس؟
محمد يونس، 84 عامًا، هو رجل أعمال اجتماعي ومصرفي وخبير اقتصادي وزعيم في المجتمع المدني من بنجلاديش.
ولد عام 1940 في شيتاجونج، جنوب شرق بنغلاديش، وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة.
عاد يونس إلى مسقط رأسه في عام 1972 وأصبح رئيسًا لبرنامج الاقتصاد الريفي في جامعة شيتاجونج.
بعد أن شهد الدمار الذي أحدثته المجاعة عام 1974 في المناطق الريفية في بنجلاديش، والتي أودت بحياة الآلاف من الناس، بدأ في إقراض مبالغ صغيرة من الائتمان للمجتمعات الفقيرة.
وقد أصبح بنك جرامين الذي أسسه في عام 1983 رائدا في استخدام القروض الصغيرة لمساعدة الفقراء، وخاصة النساء.
لقد أدى نجاح البنك في انتشال الناس من براثن الفقر إلى ظهور جهود مماثلة في مجال التمويل الأصغر في بلدان أخرى.
وبفضل جهودهما في القضاء على الفقر، حصل يونس وبنك جرامين على جائزة نوبل للسلام في عام 2006.
"لقد كان الفقر من حولي، ولم يكن بوسعي أن أبتعد عنه"، هكذا قال خلال خطاب قبوله لجائزة نوبل عن الوضع الذي تواجهه بنجلاديش في عام 1974.
وأضاف: "لقد وجدت صعوبة في تدريس النظريات الاقتصادية الأنيقة في الفصول الدراسية الجامعية... وأردت أن أفعل شيئاً فورياً لمساعدة الناس من حولي".
وبفضل عمله، اكتسب يونس شهرة عالمية باعتباره "مصرفي أفقر الفقراء".
واجه يونس عددا من اتهامات الفساد وتم تقديمه للمحاكمة أثناء حكم حسينة، وقال إن اتهامات الفساد الموجهة إليه كانت بدافع الانتقام.
وقد حصل أيضًا على أعلى وسام مدني في بنجلاديش، وهو جائزة يوم الاستقلال، في عام 1987، والميدالية الرئاسية الأمريكية للحرية في عام 2009.