لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل ذهب الزينة الملبوس عليه زكاة ؟ هو أن الأمر يتعلق بثالث أركان الإسلام الخمسة، وهي الزكاة والتي لا ينبغي التهاون فيها بأي حال من الأحوال، وحيث إن المرأة جبلت على حب الزينة ومن ثم ينبغي عليها معرفة هل ذهب الزينة الملبوس عليه زكاة ؟، لتؤدي هذا الركن دون تقصير.
هل ذهب الزينة الملبوس عليه زكاة
قالت الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن أحكام الزكاة المتعلقة بالذهب المستخدم في الزينة تعتمد على عدة معايير هامة، منوهة بأن الزكاة على الذهب تجب إذا بلغ النصاب وتحقق فيه شروط الزكاة.
وأوضحت “ محمد ” في إجابتها عن سؤال: ( هل ذهب الزينة الملبوس عليه زكاة ؟)، أن الذهب الذي يمتلكه المسلم يجب أن يكون قد بلغ نصاب الزكاة، والذي يعادل 85 جرامًا من الذهب عيار 21، وتجب الزكاة عليه إذا كان فائضًا عن الحاجات الأساسية للإنسان، مثل النفقات الضرورية كالطعام والشراب والسكن.
ونبهت إلى أنه في حال استخدام الذهب للزينة، يكون هناك تفصيل في الأحكام، فإذا كان الذهب يُستخدم للزينة وكان في صورة تحويليه، ولم تُعقد نية الادخار عند شرائه، فإنه لا يجب فيه إخراج الزكاة عنه وفقًا للرأي الثاني للأئمة المالكية والشافعية والحنابلة، حيث يُعتبر الذهب من الممتلكات الشخصية التي لا تجب الزكاة عليها ما لم يتجاوز الاستخدام العادي.
وأشارت إلى أنه إذا كان الذهب يُستخدم بكميات تتجاوز الحد المعتاد للزينة أو يُعتبر ادخارًا، فيجب إخراج الزكاة، وهذا ما يؤكد عليه الرأي الأول للفقهاء، بما في ذلك الحنفية، الذين يعتبرون أن الزكاة تجب على الذهب إذا بلغ النصاب سواء كان للزينة أو الادخار.
ولفتت إلى أن المرأة التي تمتلك ذهبًا للزينة يمكنها اختيار إخراج الزكاة تطوعًا إذا كان لديها سعة من المال وتحب أن توسع على الفقراء، وذلك خروجًا من الخلاف وتأكيدًا على أهمية الصدقة.
الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً".
زكاة الذهب
تجب زكاة الذهب فيه إذا بلغ النصاب وحال عليه الحول، ونصاب زكاة الذهب يساوى 85 جراما من الذهب.
مقدار زكاة الذهب والفضة
قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الذهب الذي عليه زكاة هو المُعد للتجارة أو الادخار، وتجب فيه الزكاة إذا صار مقداره «85 جرامًا فما فوق ذلك» فيكون على المزكي ربع العشر والطريقة في ذلك أن يعرف كم مقدار الذهب أولًا، ثم يضرب مقدار الذهب في سعر الجرام فالنتيجة الحاصلة يخرج منها من كل ألف جنيه 25 جنيهًا، يعني 2.5%.
وتابع: ثانيًا: من يشتري السبائك الذهبية لادخارها، ثالثًا: أو شراء ذهب كسر للحافظ على قيمة الجنيه، رابعًا: إذا ورث رجل عن أمه ذهبًا، وبلغت قيمته النصاب فيخرج عليه زكاة لأن الرجل شرعا لا يجوز له ارتداء الذهب.
وأضاف أمين الفتوى إن الذهب الُمتخذ للاستعمال الشخصي أي للزينة للمرأة لا تجب فيه الزكاة على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وهو المختار للفتوى، حتى لو بلغ 10 كيلوجرامات، وبلوغ النصاب بالنسبة للفضة 200 درهم أي ما يعادل حاليا 595 جرام فضة فيخرج 2.5 %.
والذهب والفضة التي يشتريها الشخص حاليا فتختلف عن المعدن المستخرج من الأرض حيث يجب ان يحول عليها الحول وتكون بالغة للنصاب فيخرج 2.5% .
زكاة الذهب غير الملبوس
ورد أن الحلي - ذهب المرأة- الُمتخذ للاستعمال الشخصي أي للزينة لا تجب فيه الزكاة على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وهو المختار للفتوى في دار الإفتاء المصرية.
وأفاد الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن الراجح من أقوال الفقهاء في مسألة الزكاة في حُلي المرأة، هو ما عليه مذهب الشافعية، بأنه ليس في الحُلي المباح زكاة، فمن كانت تمتلك ذهبًا هو حُلي، وتم شراؤه على سبيل الزينة وليس بغرض التجارة، أو ادخار المال، فلا زكاة عليه، لأن زينة المرأة لا زكاة عليها.
واستطرد: وأما من يدخر المال في الذهب، بمعنى شراؤه لادخار المال، ففي هذه الحالة يكون عليه زكاة، لأنه ليس حُلي ولكنه مال مُدخر، وتُحسب زكاته بعد بلوغ النصاب وهو أربعة وثمانين جرامًا، ويحول عليه الحول، فإن الزكاة عليه تكون 2.5 % على إجمالي المبلغ.
ونبه الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، على السبب الشرعي في عدم إخراج المرأة زكاة على الذهب الذي تستخدمه في الزينة، هو أن الزكاة تخرج عادة على الأموال التي يكون فيها نماء وزيادة، وهذا السبب غير متوفر في الذهب المستخدم في الزينة.
وعرض «ممدوح»، قول الشافعية الذين ذهبوا إلى أنه إذا اجتمعت النيتين عند شراء الذهب، بحيث ينوي به الرجل الذي عنده أموال، أن يشترى ذهبا لزوجته لتتزين به، وفى نفس الوقت لكي يكون مالًا مدخرًا له فيما بعد، ففي هذه الحالة، لا يخرج على هذا الذهب زكاة أيضًا، وهذا لأن معنى التزين موجود في الذهب، فيبطل معنى الإنماء.
كيفية إخراج زكاة الذهب
أكد الدكتور أحمد ممدوح أمين لجنة الفتوى أنه إذا كان الذهب في القدر المتعارف عليه مثل مساواتها في المنزلة الاجتماعية، فلا زكاة فيه.
وقال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا تجب الزكاة في الحُلي المباح المُعد للاستعمال والزينة، وإن بلغ النصاب 85 جرامًا من الذهب، مؤكدًا أن حُلى النساء إن بلغت قناطير ليس عليها زكاة.
وأشار إلى أن ذهب الزينة الذى تملكه النساء لا زكاة فيه مادام يستخدم للزينة المباحة، فجمهور العلماء أجمعوا على أن الذهب المخصص للبس والزينة ليس عليه زكاة، إلا أن مذهب الحنفية رأى وجوب إخراج الزكاة عليه، فلا زكاة على ذهب الزينة مثل الشبكة، لكن إذا تحولت لمدخرات دون استخدام فيجب إخراج زكاة عليها، وكذلك على الجنيهات الذهب.
حساب زكاة الذهب بالجنيه المصري
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن زكاة الذهب تجب إذا بلغت النصاب ولم يكن للزينة، وقدره 85 جرامًا من الذهب عيار21، تخرج 2.5%.
وأوضح «جمعة» كيفية حساب نصاب الزكاة: «بأن نضرب سعر جرام الذهب البالغ 3350 جنيه مثلا × 85 جرامًا= 284.750 ألف جنيه، مضيفا فإذا بلغ المبلغ هذا النصاب ومر عليه سنة هجرية يخرج عنه 2.5%، أي من كل ألف جنيه 25 جنيهًا.