تستعد مدينة مانشستر البريطانية لإجراء تجربة سريرية هي الأولى من نوعها في العالم، تشهد زراعة أول شريحة دماغية مصنوعة من "الغرافين" في دماغ مريض.
ويُعرب العلماء في معهد الغرافين الوطني عن حماسهم الشديد لهذه التجربة، التي يُتوقع أن تُحدث ثورة في مجال ربط الدماغ البشري بالحواسيب.
ويعتقد الخبراء أن هذه التكنولوجيا الجديدة قد تُمهّد الطريق لعلاجات ثورية لأمراض مثل الشلل الرعاش والسكتات الدماغية، إضافة إلى مساعدة ذوي الإعاقة على تحويل أفكارهم إلى أفعال أو كلمات.
وسيقوم فريق طبي في مستشفى "سالفورد رويال" بزراعة هذه الشريحة المرنة المُبتكرة، والتي تحتوي على 64 قطباً كهربائياً من "الغرافين"، في دماغ مريض سيخضع لجراحة عصبية لإزالة ورم أرومي دبقي، وفقاً لتقرير صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وستُتيح هذه الشريحة للأطباء مراقبة نشاط دماغ المريض بدقة عالية أثناء الجراحة، مما يُساعدهم على الحفاظ على الأجزاء السليمة من الدماغ وإزالة الورم السرطاني بشكل آمن.
وقال البروفيسور كوستاس كوستاريلوس، الذي يقود فريق البحث: "الهدف الرئيسي من هذه التجربة هو التأكد من سلامة أقطاب "الغرافين" عند زراعتها في الدماغ".
وأضاف: "سنُقيّم أيضاً جودة الإشارات المُسجلة وقدرة الشريحة على تحفيز الدماغ".
من جهتها، طورت شركة "إن برين" لتقنيات الأعصاب، ومقرها برشلونة، هذه الشرائح بالتعاون مع جامعة مانشستر ومعهد كتالونيا للعلوم النانوية وتكنولوجيا النانو.
وكشفت كارولينا أغيلار، الرئيسة التنفيذية للشركة، أن الخطوة التالية ستكون إجراء تجارب سريرية لشريحة علاجية مُصممة لعلاج مرض الشلل الرعاش.
وتتكون الشريحة من جزأين متصلين: جزء يوضع على السطح الخارجي للدماغ، "مثل قطعة من البلاستيك الشفاف"، لقراءة نشاطه الكهربائي، وجزء آخر يُدخل في الدماغ، لإرسال تحفيز كهربائي دقيق إلى المناطق المسؤولة عن الحركة وغيرها من الوظائف التي يتأثر بها مرضى الشلل الرعاش.
وأضافت أغيلار: "بفضل الذكاء الاصطناعي، ستتمكن الشريحة من التعلم من دماغ كل مريض لتقديم علاج عصبي مُخصص".