استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم هاكان فيدان وزير خارجية تركيا، والوفد المرافق له، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، وسفير تركيا بالقاهرة.
ويأتي ذلك في إطار الحراك الإيجابي الذي تشهده العلاقات المصرية التركية حاليا تجاوزت معه القاهرة وأنقرة مرحلة استئناف العلاقات الدبلوماسية إلى تعزيز التعاون بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن وزير الخارجية التركي نقل للرئيس تحيات وتقدير الرئيس رجب طيب أردوغان، وهو ما ثمنه الرئيس مشيداً بنتائج زيارة الرئيس أردوغان لمصر في فبراير الماضي، التي أسست لانطلاقة إيجابية في العلاقة بين الدولتين.
زيارة وزير خارجية تركيا
وتم في هذا السياق استعراض مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم تأكيد التطلع لعقد الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوي بين مصر وتركيا، بما يمثله من نقلة في مسار التعاون الثنائي، على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، وبما يعكس العلاقات التاريخية بين الشعبين، ويعزز التنسيق والتشاور بين الدولتين بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشدد السيسي على أن التطورات الإقليمية لا يجب أن تطغى على جهود إنفاذ المساعدات الإغاثية لأبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، الذين يعانون من أوضاع معيشية وصحية غير إنسانية، وفقدان لأبسط مقومات وأساسيات الحياة.
وخلال اللقاء تم تأكيد ضرورة الدفع بحل جذري وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط عام 1967، بما يحقق العدل والأمن والاستقرار بالمنطقة، على نحو مستدام.
وصرح وزير الخارجية التركي بأن الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى سيتم عبر زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا.
وأوضح الوزير أنه حظي باستقبال من قبل الرئيس السيسي خلال زيارته الأخيرة لمصر، حيث نقل له تحياته وأعرب عن تطلعه لزيارة الرئيس السيسي إلى تركيا في أقرب وقت ممكن.
وأشار الوزير إلى أن زيارة الرئيس التركي الأخيرة إلى القاهرة أسهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، معبراً عن سعادته بهذا التطور، مؤكدا أن تركيا تعمل على تعزيز العلاقات مع مصر في مختلف المجالات، مشدداً على أهمية التعاون المشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
فيما قال الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إنه اتفق مع نظيره التركي هاكان فيدان الذي يزور مصر حاليًا، على البدء في التحضيرات لانعقاد أول دورة لمجلس التعاون الاستراتيجي المصري التركي على مستوى رئيسي البلدين خلال الفترة المقبلة.
وأضاف "عبد العاطي" في مؤتمر صحفي له رفقة نظيره التركي، أنه توافق مع وزير الخارجية التركي على تكثيف العمل خلال الفترة القادمة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين وصول إلى 15 مليار دولار، وجذب المزيد من الاستثمارات التركية إلى مصر، وتوطين العديد من الصناعات الأخرى.
وأشار إلى أن وزير الخارجية التركي بحث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، جميع العلاقات الثانية والإقلميية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكدت المباحثات على تطلع البلدين للبناء على المسار الإيجابي الذي تشهده العلاقات بين البلدين بمختلف أنواعها.
كما جرى بحث الحرب الدائرة في قطاع غزة، والأزمة الليبية، والتطورات التي يشهدها البحر الأحمر، والتعاون المشترك بين مصر وتركيا لمكافحة الإرهاب.
وتسعى الدولتان لتعزيز الأعمال المشتركة في مجال الاتصالات والإعلام والتعاون بين الجامعات، كما تولي كلاهما أهمية للعلاقات في مجالات العلم والتعليم والثقافة.
يأتي ذلك بعدما شكلت زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى القاهرة في الرابع عشر من فبراير بعد قطيعة دامت 12 عامًا محطة مهمة في العلاقات بين تركيا ومصر، إذ شهدت الزيارة توقيع بيان مشترك بشأن اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجية الرفيع بين البلدين بقيادة رئيسي البلدين.
من جانبه، أكد كرم سعيد الباحث في الشؤون الإقليمية بالأهرام، أن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم لـ هاكان فيدان وزير خارجية تركيا، يأتي في وقت غاية الأهمية، خاصة بعد التصعيد في المنطقة واغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران الأسبوع الماضي.
وقال إن هناك تطورا ملحوظا في العلاقات المصرية التركية على المستوى السياسي خلال الفترة الماضية، كما أن زيارة الوفد التركي تحمل أهمية ودلالات مهمة تهدف لدعم العلاقات لمزيد من التعاون.
وتابع: زيارة وزير الخارجية التركي لا تنفصل عن الترتيب للزيارة المحتملة للرئيس السيسي إلى تركيا خلال الفترة المقبلة، ومن المتوقع أن تشهد العلاقات المصرية التركية تأثيرا هائلا على المستوى السياسي الذي يهم المنطقة.
وأكمل كرم أن هناك توافق مع تركيا على تكثيف العمل خلال الفترة المقبلة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين لأكثر من 15 مليار دولار خلال الفترة المقبلة.