أكد الدكتور سامح سرور، عميد كلية الصيدلة بجامعة حلوان، أن الإفراط في استخدام أي دواء يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية كثيرة، موضحاً أنه لا يوجد دواء آمن بالكامل. جاء ذلك خلال ظهوره في برنامج "الخلاصة" المذاع على قناة "المحور"، حيث تناول الدكتور سرور قضية استخدام المسكنات بشكل مفرط.
أوضح سرور أن المسكنات مثل الإيبوبروفين والكيتوبروفين والديكلوفيناك تباع بكثرة في الصيدليات، مما يزيد من احتمالية حدوث مشاكل صحية. وقال: "هذه المشكلة تتعلق بالمركبات التي تؤثر على إنزيمين موجودين في الجسم، يعرفان بـ كوكس 1 وكوكس 2".
وأشار الدكتور سرور إلى أن إنزيم كوكس 1 يتم إفرازه بكثرة في الجسم وهو مسؤول عن العديد من الوظائف الحيوية، مثل وظائف الكلى وتجلط الدم. هذه الوظائف تعتبر مهمة جداً للحفاظ على صحة الجسم. من ناحية أخرى، يظهر إنزيم كوكس 2 عند وجود التهابات أو آلام في الجسم.
أوضح سرور أن المسكنات غير الانتقائية تعمل على تثبيط كلا الإنزيمين كوكس 1 وكوكس 2، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الجسم. حيث أن تثبيط إنزيم كوكس 1 يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الكلى وتجلط الدم، بينما تثبيط إنزيم كوكس 2 يمكن أن يساعد في تقليل الالتهابات والألم.
وأكد الدكتور سرور على أهمية استخدام المسكنات بحذر وتحت إشراف طبيب، لتجنب الآثار الجانبية المحتملة. كما شدد على ضرورة توعية الناس حول المخاطر المرتبطة بالاستخدام المفرط للمسكنات وأهمية البحث عن بدائل آمنة لتخفيف الألم.
واختتم سرور حديثه بالدعوة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتطوير مسكنات أكثر أماناً وانتقائية، قادرة على استهداف إنزيم كوكس 2 فقط دون التأثير على إنزيم كوكس 1، مما يساهم في تقليل الآثار الجانبية ويحسن من جودة حياة المرضى.
استشاري كبد: الألم تحذير إلهي.. وعلينا الحذر من إدمان المسكنات
قال الدكتور محمد المنيسي، استشاري الكبد والجهاز الهضمي بقصر العيني، إن الألم علامة تحذيرية منحها الله لنا، ويعتبر إشارة هامة لصحة الجسم.
جاء ذلك خلال لقائه ببرنامج "الخلاصة" المذاع على قناة "المحور"، حيث تطرق إلى أنواع الألم وطرق التعامل معه تاريخياً وحالياً.
أكد المنيسي أن الناس يلجأون إلى المسكنات بسبب الألم، موضحاً أن الألم يمكن أن يكون حاداً مثل "اللسع".
وأضاف أنه بدون الشعور بالألم، مثلما يحدث مع مرضى السكري الذين يعانون من التهاب الأطراف، قد يتعرض الشخص لمشاكل خطيرة مثل الخراج الذي يمكن أن يؤدي إلى تسمم الدم ويهدد حياته.
وأشار المنيسي إلى وجود نوعين من الألم: الألم الحاد والألم المزمن. وأوضح أن الألم الحاد يستمر لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع ويحتاج إلى تخفيفه.
وقال: "في الماضي، لم يكن لدى البشر الوسائل الحديثة لتخفيف الألم مثل المسكنات، بل استخدموا التبريد والتسخين". كما أشار إلى أن المصريين القدماء كانوا من أوائل من صنعوا الأسبرين من خلاصة نبات الصفصاف.
ولفت إلى أن المصريين القدماء اكتشفوا أيضاً الهيروين والأفيون والحشيش، واستخدموا هذه المواد كمسكنات للآلام دون أن يكون لها آثار إدمانية في البداية. لكنه نوه إلى أن الاعتماد المفرط على هذه المسكنات يمكن أن يؤدي إلى الإدمان، ما يشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة.
وأكد المنيسي على أهمية التوعية حول الاستخدام الصحيح للمسكنات، مشدداً على ضرورة عدم الإفراط في تناولها لتجنب الوقوع في فخ الإدمان. وأشار إلى أن الألم يجب أن يتم التعامل معه بحذر، وأنه من الضروري استشارة الأطباء لتحديد أفضل طرق العلاج والتخفيف من الألم دون التعرض لمخاطر جانبية.