قال السفير الروسي لدي واشنطن أناتولي أنتونوف، إن الإرهاب الدولي يشكل التهديد الرئيسي لـ روسيا والولايات المتحدة، وإن خطر وقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي المتطرفين يشكل خطرا خاصا.
وقال أنتونوف في تصريحات لوكالة تاس الروسية: "أعتقد أن الإرهاب الدولي يشكل التهديد الرئيسي للولايات المتحدة وروسيا، وإن احتمال وقوع أسلحة الدمار الشامل أو مكوناتها في أيدي الإرهابيين أمر خطير بشكل خاص، ولا يحتاج المرء إلى أن يكون خبيراً لفهم هذا".
وتابع: "على سبيل المثال الأسلحة البيولوجية إذا سقطت قارورة صغيرة من نوع ما في أيدي الإرهابيين، فإن واشنطن ونيويورك وشيكاجو وسياتل ستواجه مشاكل كبيرة. وينطبق نفس الشيء على موسكو وباريس ولندن".
وأضاف السفير الروسي لدي واشنطن: "هناك انطباع بأن الساسة الأمريكيين لا يدركون أنهم لن يتمكنوا من حل المشاكل العالمية بمفردهم، مهما بذلوا من جهد".
وأوضح: "لن ينجح الأمريكيون في خلق ملاذات آمنة بعيداً عن الشرق الأوسط، وآسيا، وأوروبا، سوف تأتي المشاكل. ونحن لا نريد ذلك، على الإطلاق، وأتمنى أن يفهم الجميع كلامي بشكل صحيح. ما نقوله هو أنه على الأقل يجب على الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والدول الأخرى أن يتعاونوا لأنهم يتحملون مسؤولية خاصة عن السلام والأمن الدوليين وهذا ما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة، هذا ليس من اختراعي وليست من اختراع موسكو أو دعاية الكرملين".
وأثناء حديثه عن آفاق التفاعل بين موسكو وواشنطن، ذكر أنتونوف أن "عضوين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهما دولتان تمتلكان أكبر القدرات النووية، محكوم عليهما بالانخراط في حوار طبيعي".
وأضاف: "هناك رأي أكاديمي مفاده أن القوى العظمى لا يمكنها التفاعل وإجراء حوار إلا في حالتين، أولاً عندما تستسلم إحدى القوى النووية أو إحدى القوى العظمى، وهذا ما يسعى إليه الأمريكيون إنهم يحبون إلى حد كبير وضع التسعينيات، عندما لم يكن لدينا سياسة خارجية مستقلة مسؤولة، والوضع الآخر حيث يكون التفاعل ممكنًا هو المواجهة مع عدو مشترك وغالبًا ما تخلق المصائب والكوارث فرصًا لذلك".
قال السفير الروسي لدي واشنطن إن إحدى هذه الكوارث وقعت في الحادي عشر من سبتمبر وهي الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة في عام 2001.
وتابع: "أتذكر ذلك اليوم جيدًا، كنت في مؤتمر نزع السلاح في جنيف، كنت نائب ممثل روسيا الدائم في الأمم المتحدة، وفجأة رأينا على شاشة التلفزيون تلك الطائرات تصطدم بمركز التجارة العالمي في نيويورك، وأتذكر تصريحي في ذلك الوقت قلت إننا نعرف بشكل مباشر ما هو الإرهاب".
أكد أنتونوف أنه "عندما تم تفجير المباني السكنية في موسكو" في أواخر التسعينيات، "لم يعرب المسؤولون الأمريكيون عن أي قلق أو دعم".
وأضاف: "في ذلك اليوم، وبدون أي تعليمات مسبقة، قلت بحزم إن روسيا تقف إلى جانب الولايات المتحدة وشعب الولايات المتحدة، ولقد كنت سعيدًا لأنني أصبت الهدف، إذا جاز التعبير، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن كان أول من أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش".