يستمر الذهب في الانخفاض لليوم الثالث على التوالي وذلك في ظل عمليات البيع لجني الأرباح، ولكن بشكل عام تظل التداول داخل نطاق يمنع أسعار الذهب من الهبوط بشكل كبير بسبب بقاء الطلب على الملاذ الآمن قائم في الأسواق بشكل كبير.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.6% ليتداول وقت كتابة التقرير عند 2427 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2441 دولار للأونصة وكان قد سجل اعلى مستوى عند 2458 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2413 دولار للأونصة.
هناك بعض عمليات جني الأرباح تحدث في الذهب في الوقت الذي يحاول فيه المتداولين في الأسواق قياس مدى عدوانية البنك الاحتياطي الفيدرالي التي قد نشهدها في سبتمبر فيما يتعلق بحجم خفض أسعار الفائدة.
الأسواق المالية العالمية في حالة من التقلب الحاد بشأن التوقعات الاقتصادية الخاصة بالاقتصاد الأمريكي، خاصة بعد تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي عن شهر يوليو الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي وأظهرت تراجع في أعداد الوظائف الكبير وارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى منذ 3 سنوات.
بيانات الوظائف الضعيفة إلى جانب تراجع أداء القطاع الصناعي زاد من المخاوف في الأسواق أن الاقتصاد الأمريكي قد يتعرض إلى الركود الاقتصادي، وهو ما تسبب في حالة من العزوف عن المخاطرة في الأسواق العالمية نتج عنها عمليات بيع موسعة في الأسهم العالمية.
النتيجة كانت انتقال الاستثمارات التي خرجت من أسواق الأسهم إلى أسواق السندات الحكومية، وهو ما دفع العائد على السندات الحكومية إلى التراجع بشكل كبير بسبب تزايد الأقبال على شرائها، إلا أن الذهب فشل في الاستفادة من تراجع العائد الذي يعد أمر إيجابي بالنسبة للذهب، وذلك بسبب عزوف المستثمرين عن تجديد صفقات الشراء على الذهب خلال الفترة الحالية.
من جهة أخرى انخفض الدولار الأمريكي بشكل حاد ليسجل أدنى مستوياته منذ 5 أشهر مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، وذلك بسبب تراجع العائد على السندات، وعمليات البيع على كل استثمار متعلق بالاقتصاد الأمريكي خلال نهاية الأسبوع الماضي والاتجاه إلى أسواق السندات الحكومية الأكثر اطمئنان بالنسبة للمستثمرين.
الذهب أيضاً فشل في الاستفادة من التراجع الحاد في الدولار الأمريكي لنفس السبب، ولكنه حافظ على مستوياته بشكل عام وتداوله فوق المستوى المحوري 2400 دولار للأونصة بسبب الطلب على الملاذ الآمن المتزايد حالياً.
تقوم الأسواق حالياً بتسعير احتمال زيد عن 70٪ لقيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر، مقارنة باحتمال بنسبة 11.5٪ قبل أسبوع، وذلك بعد أن وصل احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر إلى 100%.
خفض أسعار الفائدة الأمريكي يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لدى الذهب وهو ما يعد أمر إيجابي بالنسبة للمعدن النفيس.
من جهة أخرى تراقب الأسواق عن كثب الصراع في الشرق الأوسط، حيث أعلن البنتاجون أن الجيش الأمريكي سينشر طائرات مقاتلة إضافية وسفن حربية تابعة للبحرية في الشرق الأوسط لتعزيز الدفاع ضد التهديدات من إيران وحلفائها. وهو ما يزيد من التوترات وبالتالي يبقي دائما طلب مرتفع على الملاذ الآمن ليستفيد الذهب من هذا الطلب.
من جهة أخرى تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 30 يوليو، أظهر انخفاض عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 26236 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما انخفضت عقود البيع بمقدار 1763 عقد.
وفي نفس الوقت انخفض عقود الشراء من قبل الشركات الكبيرة بمقدار 3222 عقد بالمقارنة مع التقرير السابق، في حين انخفضت عقود البيع بمقدار 31290 عقد.
التقرير يوضح أن الشركات الكبرى والمتداولين عادوا إلى التخلي عن المضاربة في الذهب خلال الفترة الأخيرة سواء في عقود الشراء أو عقود البيع، وذلك بعد أن تزايد الاعتقاد الاقتصاد الأمريكي قد يتعرض لتباطؤ أو ركود بسبب ترك البنك الفيدرالي أسعار الفائدة مرتفعة لآخر وقت ممكن قبل أن يبدأ في تسهيل السياسة النقدية وخفض الفائدة.