استقالت رئيسة وزراء بنجلاديش، الشيخة حسينة، من منصبها اليوم الاثنين، وغادرت البلاد إلى الهند، بعد أن ارتفعت وتيرة الاحتجاجات مع رفض نظام حصص التوظيف الحكومي، وسط المطالبة بإسقاط حكمها.
وجاء هذا التطور بعد أن اقتحم محتجون مقر الإقامة الرسمي لرئيسة الوزراء في العاصمة، متحدين حظر التجول الذي أعلنه الجيش في العاصمة.
رئيسة الحكومة الأطول حكمًا في العالم
تقلدت الشيخة حسينة رئيسة حكومة بنجلاديش على مدة عقدين من الزمان، لتكون بذلك رئيسة الحكومة الأطول حكمًا في العالم.
فشغلت منصب رئيسة وزراء بنجلاديش خمس فترات؛ الولاية الأولى من عام 1996 إلى عام 2001. وبعدها 4 فترات متتالية منذ عام 2009 إلى عام 2024.
ولدت في 28 سبتمبر 1947، وهي ابنة الشيخ مجيب الرحمن الأب المؤسس وأول رئيس لبنجلاديش، إذ قاد والدها البلاد إلى الاستقلال.
وفي عام 1975، كانت حسينة خارج البلاد، عندما اغتال ضباط عسكريون منشقون والدها مع والدتها وإخوتها الثلاثة، في انقلاب.
عاشت بعدها 6 سنوات في المنفى، قبل أن تعود وتتولى قيادة حزب رابطة عوامي، الذي كان يتزعمه والدها، وتناصر وتنادي بالديمقراطية، ما أدى إلى وضعها تحت الإقامة الجبرية في مناسبات عديدة.
تحالفت حسينة مع الحزب الوطني البنجلاديشي، الذي تتزعمه خالدة ضياء، للإطاحة بالدكتاتور العسكري حسين محمد إرشاد عام 1990. لكن سرعان ما اختلفتا، وهيمن التنافس بينهما.
عقب ذلك حصلت على مقعد في البرلمان وأصبحت زعيمة للمعارضة فيه، وفي عم 1996 شغلت منصب رئيسة الوزراء لأول مرة، لكنها خسرت أمام ضياء بعد خمس سنوات، ثم جرى سجنهما بتُهم فساد عام 2007 بعد انقلاب من الجيش.
ومع إسقاط التهم عنهما، والسماح لهما بخوض الانتخابات في العام التالي، فازت حسينة بأغلبية ساحقة في الاقتراع، ومنذ ذلك الوقت تولت قيادة حكومة بنجلاديش.
وفي الانتخابات التي أجريت في 30 ديسمبر 2018، حصل حزبها على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، لكنها اتهمت هي وحزبها بقمع المعارضة، وقيل إن النمو ي دخل الأفراد الذي شهده عهدها لا يساعد سوى المقربين من "رابطة عوامي" التي تتزعمها.
وفي منتصف يوليو الماضي مع تزايد الاحتجاجات ضدها، وعدت الشيخة حسينة بأنها ستتحرك ضد الفساد، واعترفت بأنه مشكلة طويلة الأمد.