تواجه الجهود المبذولة لتطعيم سكان غزة ضد شلل الأطفال عقبات كبيرة، تفاقمت بسبب الصراع المستمر والظروف البيئية الصعبة.
ومع احتمال وجود فيروس شلل الأطفال في غزة، تقوم وكالات المعونة بحشد حملة تطعيم كبيرة لمنع تفشي المرض.
وفقا لنيويورك تايمز، حدد مسؤولو الأمم المتحدة مرض شلل الأطفال باعتباره مصدر قلق بالغ، حيث تم العثور على آثار الفيروس في عينات مياه الصرف الصحي من غزة. وتستعد وكالة الأمم المتحدة للطفولة لتقديم أكثر من مليون جرعة من اللقاح، مع 18000 جرعة في الطريق بالفعل. ومع ذلك، فإن الخدمات اللوجستية المعقدة لتوصيل اللقاح وإدارته في غزة تشكل تحديات كبيرة.
تعرض توزيع الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك اللقاحات، لعرقلة شديدة بسبب الصراع المستمر. أدى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الصحية في غزة على مدى عشرة أشهر من الحرب إلى زيادة صعوبة إدارة المساعدات وتوزيعها.
تواجه لقاحات شلل الأطفال، التي تتطلب التبريد، صعوبات خاصة بسبب حرارة الصيف الشديدة في المنطقة. وشهدت الحالات السابقة تلف الإمدادات الغذائية الأساسية بسبب عدم وجود مرافق تخزين مناسبة والتأخير في التوزيع.
أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء وجود فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في غزة، مع احتمال أن يكون بعض السكان مصابين بالفعل. ما يقرب من 75% من حالات الإصابة بشلل الأطفال لا تظهر عليها أعراض، ما يجعل من الصعب اكتشاف الفيروس ومكافحته. ويؤدي الصراع المستمر والعقبات اللوجستية إلى إعاقة توزيع اللقاحات على نطاق واسع، مما يترك السكان عرضة لتفشي المرض المحتمل.
تمت إعاقة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بسبب عدة عوامل، بما في ذلك القيود الأمنية للاحتلال الإسرائيلي، والهجمات على قوافل المساعدات، والبنية التحتية المتضررة، والعنف المستمر.
أدى إغلاق معبر حدودي رئيسي في أوائل شهر مايو إلى تعقيد عملية تسليم المساعدات. وعلى الرغم من دخول ما متوسطه 77 شاحنة محملة بالمساعدات إلى غزة يوميًا في الفترة من 1 إلى 29 يوليو، إلا أن هذا يمثل انخفاضًا عن حمولة 132 شاحنة يوميًا التي شوهدت في وقت سابق من العام.
وأدى انخفاض إيصال المساعدات إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي، مع نقص الغذاء والإمدادات الطبية ودعم البنية التحتية.
تصر إسرائيل على أنها تسهل المساعدات لغزة وأن بيانات الأمم المتحدة لا تأخذ في الاعتبار بشكل كامل جميع طرق المساعدات، بما في ذلك عمليات الإنزال الجوي والإمدادات التجارية. ومع ذلك، فإن العديد من سكان غزة يكافحون من أجل توفير الغذاء المتاح، كما أن حالة الضائقة المالية تعيق الوصول إلى السلع الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجريمة المنظمة والنهب في غزة جعلت من الصعب على عمال الإغاثة نقل الإمدادات بأمان من المعابر الحدودية إلى وجهاتهم النهائية.