شهد التصعيد الأخير في الصراع بين الكيان الصهيوني وحماس سلسلة من الضربات الكبيرة التي تلقتها الحركة، إلأ أنها مستمرة في مواجهتها للاحتلال الإسرائيلي.
ووفقا لتحليل نيويورك تايمز، كان اغتيال إسماعيل هنية في طهران وما تردد عن استشهاد محمد ضيف على يد قوات الإحتلال الإسرائيلية بمثابة فترة صعبة بالنسبة لحماس. اشتدت حدة الصراع، حيث أدي العدوان العسكري الإسرائيلي في غزة إلى دمار واسع النطاق ووقوع خسائر كبيرة في صفوف الفلسطينيين. وعلى الرغم من هذه النكسات، يشير المحللون إلى أن حماس قد تخرج من هذه الأزمة ليس سليمة فحسب، بل من المحتمل أن تكون أقوى.
تكبدت حماس خسائر فادحة في عمليات الاغتيالات الأخيرة. إن استشهاد هنية، الزعيم البارز والوسيط داخل حماس، واستشهاد الضيف غير المؤكد، رئيس الجناح العسكري لحماس، يمثلان نكسات كبيرة.
وبحسب تحليل نيويورك تايمز، فإن الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، والتي أثرت بشدة على السكان المدنيين في غزة، لم تنجح في إضعاف قدرة حماس على الصمود. ويقول المحللون، ومن بينهم تهاني مصطفى من مجموعة الأزمات الدولية، إن هذه الخسائر يمكن أن تعزز موقف حماس على نحو متناقض.
وأضافت: إن بقاء الجماعة وسط ضغوط عسكرية شديدة يرمز إلى شكل من أشكال النصر، مما يعزز دورها كلاعب رئيسي في المقاومة الفلسطينية.
شمل التكيف الاستراتيجي لحماس اعتماداً كبيراً على الذات في عملياتها اللوجستية. وعلى الرغم من تلقيه الدعم، فإن قدرة الجماعة على دعم نفسها بموارد محلية المصدر تؤكد قدرتها على الصمود. ويتناقض هذا الاعتماد على الذات مع الحركات الفلسطينية السابقة التي كانت أكثر اعتماداً على المساعدات الخارجية، والتي يمكن أن تكون عاملاً حاسماً في بقاء حماس واحتمال عودتها.
كما أن التأثير الإقليمي الأوسع مهم أيضًا. وفي حين تهدف الضربات الإسرائيلية الموجهة إلى إضعاف حماس، فإن احتمال خلق فراغ في السلطة أو ظهور مجموعة أكثر تطرفاً تظل مرتفعة. ويشير محللون مثل مايكل ستيفنز وأكرم عطا الله إلى أنه على الرغم من أن حماس قد تعاني من أضرار جسيمة، إلا أن الافتقار إلى بدائل للجماعة قد يؤدي إلى إطالة أمد الصراع وتعقيد الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل.