كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير لها اليوم الأحد، عن مطالبة واشنطن لحكومات أوروبية وحكومات أخرى نقل رسالة إلى إيران بعدم التصعيد وتحذيرها من أن أي ضربة كبيرة لاسرائيل ستستدعي ردا.
وأوضح التقرير أن واشنطن أكدت في رسالة لطهران عبر وسطاء أن جهود رئيسها الجديد لتحسين التواصل مع الغرب سيكون لها فرصة أفضل إذا أبدت ضبط النفس.
إيران ترفض الجهود الأمريكية والعربية
وأكدت إيران رفضها الجهود الأمريكية والعربية لتخفيف ردها على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، حيث كانت السلطات تحقق في الخروقات الأمنية التي أدت إلى الهجوم.
وقال المدعون العامون الإيرانيون أمس السبت إنهم فتحوا تحقيقا رسميا في مقتل إسماعيل هنية، الذي جاء بعد ساعات من ضربة إسرائيلية قتلت أحد كبار قادة حزب الله في بيروت. وقد أدى الهجومان، في أعقاب ضربة صاروخية على ملعب لكرة القدم في مرتفعات الجولان السورية المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل، إلى تصعيد دورة العنف الأخيرة وهددا بدفع المنطقة إلى حافة الحرب.
وتعهد الزعماء الإيرانيون بالرد، ويوم السبت، أبلغت إيران الدبلوماسيين العرب بأنها لا تهتم إذا أدى الرد إلى نشوب حرب، وفقًا لأشخاص مطلعين على المحادثات.
واشنطن تضغط لوقف التصعيد
وطلبت الولايات المتحدة من الحكومات الأوروبية والحكومات الوسيطة الأخرى نقل رسالة إلى إيران بعدم التصعيد، محذرة من أن أي ضربة كبيرة ستؤدي إلى رد، وأشارت إلى أن الجهود التي يبذلها الرئيس الإيراني الجديد لتحسين التواصل مع الغرب سيكون لها فرصة أفضل إذا أبدت إيران ضبط النفس؛ وفقا للأشخاص المشاركين في المناقشات.
وقالت الولايات المتحدة أيضًا، كجزء من رسالتها، إنها تضغط على إسرائيل لوقف التصعيد أيضًا.
وقال الأردن، اليوم الأحد، إنه أرسل وزير خارجيته إلى طهران، كما توجه وزير الخارجية اللبناني إلى القاهرة لبحث سبل نزع فتيل التوتر.
وقال الاحتلال الإسرائيلي إنه مستعدة للدفاع ضد أي ضربة انتقامية والرد عليها.
كما صرح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، بأن إسرائيل تخوض الآن حربا متعددة الجبهات ضد محور الشر الإيراني.
وأضاف: "نحن مستعدون لأي سيناريو، سواء دفاعي أو هجومي. وأكرر لأعدائنا: سنرد وسندفع ثمنا باهظا لأي عمل عدواني ضدنا، ومن أي ساحة".
اغتيال هنية فشل أمني محرج لإيران
كان اغتيال هنية في طهران، الذي كان هناك لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان، بمثابة فشل أمني محرج لإيران.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنه اُغتيل جراء انفجار قنبلة أثناء إقامته في دار ضيافة تابعة للحرس الثوري الإسلامي.
وشككت إيران وحماس، اللتان تحملان الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية الهجوم، في أن قنبلة قتلت هنية، قائلتين إنه أصيب بصاروخ، ولم تعلق إسرائيل علانية على عملية الاغتيال.
وقال صادق رحيمي، نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية، يوم السبت، إن المدعي العام في البلاد فتح تحقيقا في وفاة هنية وأصدر أمرا بتحديد واعتقال أي شخص كان إما مهملا أو عمل عن علم مع إسرائيل في الاغتيال، وفقا لما ذكره المصدر المحلي، لوكالة فارس للأنباء، التابعة للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، وقد تم بالفعل استجواب بعض المسؤولين الأمنيين، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر.
وقال رحيمي، بحسب وكالة مهر للأنباء، وهو مقرب أيضا من الحرس الثوري الإيراني: "إنه يجرى التحقيق في ما إذا كانت إسرائيل قد استخدمت عناصر متسللة وعملاء بشريين وجواسيس، أو أنها ارتكبت هذه الجريمة بشكل مباشر".
وقال سياسيون في طهران إن الهجوم كشف عن إخفاقات استخباراتية للأجهزة الأمنية الإيرانية.
وقال أحمد بخشيش أردستاني، عضو لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، لموقع ديدبان الإخباري الإيراني: “هناك ثغرات في نظام المعلومات الأمنية في البلاد”.
حالة تأهب قصوى في جيش الاحتلال
ووضع الاحتلال الاسرائيلي جيشه في حالة تأهب قصوى، في حين عمل المسؤولون الأمريكيون على تجهيز الأصول العسكرية والشركاء الإقليميين لوقف الهجوم الذي يخشى البعض أنه قد يكون أوسع وأكثر تعقيدا من الهجوم الإيراني في أبريل.
وفي هذا الهجوم، أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخًا على إسرائيل، ولكن بعد إرسال برقية إلى الدبلوماسيين في وقت مبكر وإعطاء إسرائيل والولايات المتحدة فرصة للاستعداد.
وفي نهاية المطاف، تم إسقاط معظم القذائف قبل وصولها إلى إسرائيل، لكن هذه المرة، رفضت إيران تقديم تحذيرات مفصلة من شأنها أن تساعد في التخفيف من تأثير أي ضربة.
وبشكل منفصل، أعلنت حركة حماس، الأحد، مسؤوليتها عن هجوم طعن في مدينة حولون الإسرائيلية، وقتل المهاجم اثنين من كبار السن وأصاب اثنين آخرين، وفقا خدمة الاسعاف الإسرائيلية.