أسماء الله الحسنى قد جاء الأمر بإحصائها والعمل بمقتضى أسماء الله الحسنى، كما ينبغي تدبرها وفهم معانيها، لقول الله تعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)، ويعتبر العلم بأسماء الله الحسنى شرف عظيم لأنه من أشرف العلوم وأساسها لأنه يتعلق بذات الله تعالى.
الدعاء بأسماء الله الحسنى
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الدعاء بأسماء الله الحسنى داخل في مشروعية الدعاء عند ختم القرآن الكريم، وهو سُنّة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد فعل ذلك الصحابة والتابعون.
وأضاف “جمعة”، أن الفقهاء نصوا على مشروعيته؛ لقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: 180]، وقوله سبحانه: ﴿قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الإسراء: 110]، والأمر المطلق بالدعاء يقتضي عموم الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال، فلا يجوز تخصيصه أو تقييده بحال دون حال إلا بدليل، وإلا كان ابتداعًا بتضييق ما وسعه الله سبحانه وتعالى.
وعليه: فالدعاء بأسماء الله الحسنى بعد ختم القرآن هو من الأمور المستحبة المشروعة التي عليها عمل المسلمين، والطعن على ذلك بالبدعة طعن على علماء الأمة بالجهل والضلالة، فعلى المسلم أن يتقي الله تعالى فيما يقول، وأن يحذر من القول على الله تعالى بغير علم، وأن يكون عالمًا بما يأمر به وينهى عنه، وأن يكون مدركًا لمآلات الأحكام قبل أن يفتي.
الدعاء بأسماء الله الحسنى
الدعاء بأسماء الله الحسنى.. أي نداء الله تعالى بأسمائه : ياالله، يا رحمن، يا رحيم، يا ملك، يا قدوس، وأنت تدعي تقول: يا قدوس، اعمل لي كذا وكذا. يا رحمن، يا عفو، يا غفور، يا أول، يا آخر، يا ظاهر، يا باطن ....، تلتجئ إليه، هذا الدعاء يشمل : أولًا : الثناء على الله، وثانيًا : الالتجاء بالله، وثالثًا : الضراعة، والالتجاء والضراعة هو حال الدعاء يعني: قلبك تعلق بالله، ثم إن هذا القلب أصبح محبًّا لله، راجيًا في الله، متعلقًا بالله، ويقول له: يا رب، أتوسل إليك، أرجوك، أضرع إليك، أسجد لك.
الذكر الذي علمنا إياه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وذلك بالكلمات العشرة الطيبة وهى : «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ،ولا حول ولا قوة إلا بالله» وهؤلاء الخمسة يسموا الباقيات الصالحات ؛ لأنهم يبقوا لك بعد موتك.
الدعاء بأسماء الله الحسنى للرزق
شرح الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق صفة " العلي " وهي أحد صفات المولى عز وجل وقال: الله سبحانه وتعالى أعلى من كل شيء، كما أنه أكبر من كل شيء، وهو في ذاته عليٌّ، وفي صفاته عليٌّ، وفي أفعاله عليٌّ ، هنا صفة، تدعو المسلمين إلى ما أقره الإسلام من التوحيد، لا يتصور عقل المسلم، إلا أن يكون ربنا سبحانه وتعالى عليًّا، سبحانه وتعالى ، الرب رب، والعبد عبد، وهناك فارق بين المخلوق والخالق.
وتابع في بيان عبر صفحته الرسمية قائلا: لذلك ترى المسلمين أشد الناس بعدًا عن الوثنيات، لا يعبدون صنمًا، ولا وثنًا، ولا يقدسون شيئًا من الحشرات، ولا من الحيوانات، ولا غير ذلك، وينزهون الله سبحانه وتعالى في أن يحل في أكوانه ، فليس هناك في السماوات والأرض، مكانًا يليق بربنا أن يحل فيه.
وعلى ذلك: فهو سبحانه وتعالى متفرد بالجلال، والجمال، والكمال؛ لأنه هو العلي الأعلى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} فهو سبحانه وتعالى الأعلى، وهو العلي.
وأشار جمعة: هناك من أسماء الله، أسماء أذن الله لنا أن نستعملها في حياتنا الدنيا، صفة للأشياء، أو الأشخاص ، وهناك أسماء لم يأذن لنا الله سبحانه وتعالى، أن نستعملها إلا له سبحانه ، من الأسماء التي نستعملها له وحده: (الله)، فلا يجوز لأحد أن يُسَمِّي نفسه: (الله) ، ولم يُسَمِّ أحد نفسه: (الله)، والحمد لله رب العالمين.ومن الأسماء هذه: (الرحمن)، فـ (الرحمن) لا يَتَسَمَّى به البشر.ولكن: (الرحيم) صفة من الصفات، يمكن أن نُسَمِّيه أو نصف بها شخصًا، فنقول: إن فلان هذا رحيم. {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} عليه الصلاة والسلام. أو (سميع)، أو (بصير)، فنقول: إن فلانًا هذا: سميع، أو بصير. فيجوز.
وأوضح المفتي السابق قائلا: أن صفة الله (العلي) من الأسماء التي يجوز أن يَتَسَمَّى بها البشر، ولذلك نجد سيدنا علي بن أبي طالب، سُمِّيَ بذلك؛ لأنه قد نقلنا هذه الصفة، من الوصفية إلى الاسمية. نقلنا الكلمة من الوصفية وهى العلو ، إلى الاسمية، فسمينا بها شخص نقول له: علي.
أما الأعلى، لا؛ ولذلك لما قال فرعون: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}، كان آثمًا، خارجًا عن النطاق. (العظيم) من الأسماء التي يمكن أن نُسَمِّي بها الأشياء: {كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}.
وهنا: فإن العلي المطلق، الذي لا مثل له، والذي لا يعلوه علي، والذي هو سبحانه وتعالى في نهاية الصفة هي لله. فعندما نصف ربنا عز وجل بصفة، يجوز أن نطلقها على الأشياء، أو الأشخاص، تكون في حقه تعالى مختلفة تمامًا عن ما هي للأشخاص.
فإن الرحمة في قِبَلِ الإنسان؛ إنما هي شفقة في القلب؛ لكن الله تعالى منزه عن أن يكون له قلب، كقلب الإنسان، صنوبري هكذا، فيه دم وكذا. الله رب العالمين، لا مثيل له، لا شبيه له. كل ما يخطر ببالك، فالله بخلاف ذلك. حَرَّرَ الإنسان من الوثنية، والحمد لله رب العالمين.
فَعُلُوُّهُ سبحانه وتعالى، ليس منسوبًا إلى مكان، وليس منسوبًا إلى جسد؛ لأن الله سبحانه وتعالى منزه عن الجسد، ومنزه عن المكان، ومنزه عن كل شيء قد خلقه في الأكوان؛ لأنه هو الرحمن.