تكشف البيانات الأخيرة الصادرة عن منظمة Tell Mama، وهي منظمة مراقبة وطنية، عن زيادة كبيرة في التهديدات وجرائم الكراهية ضد المسلمين في المملكة المتحدة، وفقا لما نشرته الجارديان،.
ووفقا للجارديان، ترتبط هذه الزيادة، التي توصف بأنها ارتفاع بمقدار خمسة أضعاف في التهديدات بالاغتصاب والقتل وزيادة بثلاثة أضعاف في حوادث جرائم الكراهية، بأنشطة اليمين المتطرف الأخيرة. وتسلط البيانات الضوء على اتجاه مثير للقلق من تزايد الخوف والعنف الذي يستهدف المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء بريطانيا.
بحسب موقع "تل ماما"، فإن الفترة من 26 يوليو إلى 2 أغسطس 2024، شهدت تصاعدًا غير مسبوق في جرائم الكراهية ضد المسلمين. وتأتي هذه الزيادة في أعقاب تصاعد أنشطة اليمين المتطرف، بما في ذلك مسيرات الكراهية وحملات التضليل عبر الإنترنت. وتفيد المنظمة أن المساجد في ساوثبورت، وليفربول، وهارتلبول قد تم استهدافها على وجه التحديد، مع ارتفاع ملحوظ في التهديدات والهجمات ضد هذه المواقع الدينية.
ويشير التحليل الأولي للمؤسسة الخيرية إلى أن التهديدات، بما في ذلك التهديدات العنيفة والجنسية، قد خلقت مناخًا من الخوف بين المسلمين. وأفادت النساء المحجبات بتعرضهن للمضايقة والتهديد في الأماكن العامة. وتؤكد هذه البيانات، رغم أنها أولية، على الاتجاه المقلق المتمثل في العنف والترهيب ضد المجتمعات الإسلامية.
تعزو إيمان عطا، مديرة منظمة Tell Mama، الارتفاع الكبير في جرائم الكراهية إلى المعلومات الخاطئة التي ينشرها اليمين المتطرف في أعقاب الهجمات التي وقعت في ساوثبورت.
غذت الروايات الكاذبة التي تربط المسلمين بهذه الحوادث تعبئة اليمين المتطرف ومسيرات الكراهية في جميع أنحاء المملكة المتحدة. وأكد عطا أنه على الرغم من وجود مخاوف مشروعة بشأن الهجرة، إلا أنها لا تبرر تخريب المساجد أو استهداف الأفراد المسلمين.
ويعكس تقرير "تل ماما" نمطًا أوسع لاحظته مجموعات مراقبة أخرى، مثل صندوق أمن المجتمع (CST)، الذي يتتبع حوادث الكراهية ضد اليهود. وتشير كلتا المنظمتين إلى أن التهديدات والهجمات غالبًا ما يتم الإبلاغ عنها بشكل ناقص، مما يعقد الجهود الرامية إلى فهم حجم المشكلة ومعالجتها بشكل كامل.
يأتي التطرف المتزايد في أعقاب فترة من التوترات المتزايدة المتعلقة بالصراع بين إسرائيل وغزة، والتي أدت بالفعل إلى ارتفاع مستويات جرائم الكراهية. تشير أحدث البيانات إلى أن ارتفاع نشاط اليمين المتطرف يؤدي إلى تفاقم القضايا القائمة، مما يساهم في خلق بيئة أكثر عدائية لمجتمعات الأقليات.