أكد الكاتب البريطاني تسيمون تسيدال، في مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، أن اغتيال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، مؤخراً، سبب تفاقما للتوترات في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ.
وأشار الكاتب إلى أن اغتيال هنية في انفجار قنبلة تم التحكم فيها عن بعد في طهران، آثار تداعيات خطيرة في جميع أنحاء المنطقة، حيث وقع الهجوم بعد ساعات فقط من تولي مسعود بيزشكيان، الرئيس الإيراني المنتخب حديثا، منصبه، وأدى ذلك إلى تقويض الآمال في وقف إطلاق النار وأدى إلى تفاقم الصراعات الإقليمية القائمة.
وبحسب تحليل صحيفة الجارديان، وضع الاغتيال الرئيس بيزشكيان في موقف صعب، خصوصا أن انتخابه تم على أساس برنامج تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا، فقد أجبره الهجوم على اتخاذ موقف المواجهة مع إسرائيل.
وتعهد المرشد الأعلى آية الله خامنئي بالانتقام، الأمر الذي قد يزيد من زعزعة استقرار المنطقة، ومن المحتمل أن يؤدي هذا العمل الانتقامي إلى صراع أوسع يشمل مختلف دول الشرق الأوسط وحلفائها.
من المرجح أن يؤثر انتقام إيران، كما كان متوقعا، على المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
وفي أعقاب تبادل الصواريخ والاشتباكات العسكرية الأخيرة بين إيران وإسرائيل، فإن احتمال نشوب حرب واسعة النطاق يلوح في الأفق.
ونوه الكاتب البريطاني بأن الولايات المتحدة تستعد لهجوم إيراني محتمل من خلال التنسيق مع الحلفاء الإقليميين، لكن هناك إحجام كبير بين بعض الدول عن المشاركة في التدخلات العسكرية، ويعكس هذا التردد استياءً أوسع نطاقاً من التصرفات الإسرائيلية والتعقيد المتزايد للتحالفات الدولية.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تتميز بسياساتها اليمينية المتطرفة وموقفها العدواني، ساهمت في تصعيد الصراع، وتعرضت تصرفات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بما في ذلك اغتيال هنية وقائد حزب الله فؤاد شكر، لانتقادات واسعة النطاق لأنها أدت إلى تفاقم التوترات.
ولفت الكاتب إلى أن الجهود التي تبذلها قطر ومصر للتوسط في الصراع في غزة، تعرقلت بسبب التطورات الأخيرة، حيث ألقى اغتيال هنية بظلال من الشك على جدوى المفاوضات الناجحة، كما أن مخاوف مصر بشأن الاستقرار الإقليمي والتطرف المحتمل تزيد من تعقيد المشهد الدبلوماسي.
وأكد الكاتب البريطاني أنه من غير المرجح أن يتصاعد الخطاب التركي العدواني والتهديدات العسكرية المحتملة ضد إسرائيل، على الرغم من استفزازه، إلى صراع مباشر، منوها بأن دعم تركيا لحماس ومناوراتها الدبلوماسية الأخيرة مع سوريا يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى الوضع، ولا يزال احتمال تورط تركيا في الصراع غير مؤكد، لكنه قد يؤثر على الديناميكيات الإقليمية.