حالة من التوتر تظهر على المشهد بين إسرائيل وإيران بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران منذ أيام قليلة، ويتحدث الإعلام الإيراني عن “مشاهد استثنائية وتطورات مهمة في الساعات القادمة”.
استعداد إيران للرد على إسرائيل
خيم هدوء حذر على إسرائيل يوم السبت، حيث تستعد لرد إيراني على اغتيال شخصيات بارزة من "حماس" وحزب الله، مع تصاعد المخاوف من أن تتصاعد الأعمال العدائية إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا.
ولقد استنفد الإسرائيليونأصلا قواهم بعد عشرة أشهر من القتال في غزة في أعقابعملية "طوفان الأقصى" فيالسابع من أكتوبر التي قادتها "حماس" على المستوطنات الإسرائيلية، والهجمات على جبهات أخرى، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
تبادل "حزب الله" والجيش الإسرائيلي إطلاق النار لعدة أشهر عبر الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وأطلقت إيران في أبريل موجة من الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل ردا على ضربةوجهتهالمجمع سفارتها في سوريا.
وأضافت أحدث تهديدات من إيران و"حزب الله" بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"إسماعيل هنية في طهران،والقيادي في "حزب الله" فؤاد شكرإثر غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستوى آخر من عدم اليقين إلى القلق المستمر من الحرب.
وحث المسئولون الإسرائيليون السكان على إعداد الطعام والماء في غرف آمنة محصنة.
وأجرى المسعفون تدريبا طارئا للتدرب في حالة اندلاع حرب واسعة النطاق.
كما استعدت المراكز الطبية في شمال إسرائيل لاحتمال احتياجها إلى نقل المرضى إلى أجنحة تحت الأرض محمية.
تصاعدت التوترات الإقليمية هذا الأسبوع بعد عمليتي الاغتيال البارزتين، حيث اغتالت إسرائيل القيادي الكبير في "حزب الله" فؤاد شكر، يوم الثلاثاء، ردا على مقتل عدد من الأطفال والمدنيين جراء سقوط صاروخ في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، نسبه الجيش الإسرائيلي لـ"حزب الله"، فيما نفى الأخير مسؤوليته، مؤكدا أنه صاروخ اعتراضي إسرائيلي.
وبعد ساعات قليلة من هجوم بيروت، أدى انفجار في طهران إلى مقتل إسماعيل هنية، وحملت إيران و"حماس" إسرائيل المسئولية عن مقتل هنية، التي لم تعلن مسئوليتها علنا عن مقتله.
وتعهد كل من "إيران" و"حزب الله" و"حماس" بالانتقام من عمليات الاغتيال، الأمر الذي وضع إسرائيل في حالة تأهب لاحتمال وقوع هجوم وشيك قد يأتي من بلدان متعددة في وقت واحد.
رأى اسرمان، المقيم في تل أبيب، أن عمليات الاغتيال لن تحقق في نهاية المطاف سوى القليل.
وأضاف أن كلا القائدين سوف يتم استبدالهما، تماما كما فعل "حزب الله" و"حماس" بسرعة ليحلوا محل قادة آخرين اغتالتهم إسرائيل، مردفا: "ما دام هناك أناس بلا حقوق، فسوف تستمر المقاومة، ولن تنتهي حتى لو أزلت القادة الحاليين.
وخلال الأشهر التي مرت منذ السابع من أكتوبر، كانت إسرائيل تتكيف ببطء مع روتين الحرب، لقد خدم ما يقرب من 300 ألف إسرائيلي أسابيع أو أشهر في الخدمة الاحتياطية العسكرية، وأُجبِر عشرات الآلاف غيرهم على الفرار من منازلهم على الحدود الشمالية والجنوبية لإسرائيل بسبب القتال.
ولكن حتى المراقبين المخضرمين أصيبوا بالصدمة من الوتيرة المذهلة للتطورات التي تكشفت على مدى الأسبوع الماضي.
قبل الاغتيالات الأخيرة، كان بعض الإسرائيليين يأملون في وقف إطلاق النار في غزة قريبا لإعادة الرهائن الـ 115 المتبقين الذين ما زالوا محتجزين هناك.
وقال المسئولون الأمريكيون إن الهدنة بين إسرائيل و"حماس" يمكن أن تمهد الطريق لتسوية دبلوماسية لإنهاء القتال مع "حزب الله" أيضا.
وعلى الرغم من أن حزب الله أطلق آلاف الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر، وردت إسرائيل بدورها، فقد استمر الصراع في لعبة مدروسة، وإن كانت مدمرة، من الانتقام، ولكن لم يُظهر أي من الجانبين حتى الآن الرغبة في التصعيد إلى حرب شاملة من المرجح أن تكون كارثية بالنسبة لإسرائيل ولبنان.
وعلى النقيض من "حماس"، يمتلك "حزب الله" ترسانة متطورة من الطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة بدقة والتي يقول المحللون إنها قادرة على التغلب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومن المرجح أن يكون الرد العسكري الإسرائيلي على مثل هذا الهجوم "مدمرا للبنان"، حسب الصحيفة.
في الوقت الحالي، تستعد إسرائيل لمعرفة كيف سيرد "حزب الله" وإيران، حيث أكد أمين عام "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، أنهيجب على إسرائيل ومن خلفها "انتظار ردنا الآتي"على اغتيال فؤاد شكر، مشددا على أنه "لا نقاش في هذا ولا جدل"، وأن "حزب الله" يبحث "عن رد حقيقي ومدروس جدا، وليس عن رد شكلي"، ولكن أيضا أن رد فعل إسرائيل سيحدد ما إذا كانت الحرب ستتصاعد.
وكان المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، قد أكد أن الانتقام لدم إسماعيل هنية"من واجباتنا لأن الاغتيال وقع على أراضينا"، قائلا في رسالة تعزية باغتيال هنية نشرها موقع الرسمي: "النظام الصهيوني المجرم والإرهابي استهدف ضيفنا العزيز في بيتنا،وهو بذلكجلب على نفسه بهذا الاعتداء أشد العقاب"، ولكن رد إيران في أبريل على ضربة استفزازية - والتي قتلت كبار الجنرالات الإيرانيين في سوريا - كان معلنا مسبقا، على الرغم من نطاقه، وفي ذلك الرد،وفي ذلك الرد، أطلقت إيران 300 صاروخ وطائرة بدون طيار على إسرائيل، مما تسبب في عرض للألعاب النارية في سماء إسرائيل حيث اعترضت الصواريخ الإسرائيلية القصف.
ولقد استهدف هذا الهجوم في الأغلب قاعدة جوية إسرائيلية في جنوب البلاد، وكان لدى إسرائيل والولايات المتحدة الوقت الكافي لإعداد دفاع جوي مشترك.
وتخشى إسرائيل وحلفاؤها أن يصيب أي هجوم قادم مناطق مدنية وبنية أساسية حيوية، وأرسلت وزارة الدفاع الأمريكية طائرات مقاتلة إضافية وسفن حربية تطلق الصواريخ إلى الشرق الأوسط يوم الجمعة لتعزيز الدفاعات.
في حين تقع مدن وقرى الحدود الشمالية لإسرائيل مباشرة في خط النار، وخاصة من صواريخ حزب الله، حيث نزح حوالي 60 ألف شخص في إسرائيل و100 ألف شخص في لبنان بسببتبادل إطلاق النار بين الطرفين منذ أكتوبر، دون وجود جدول زمني واضح للعودة إلى ديارهم.
هكذا سيكون رد إيران
في هذا الصدد قال المحامي والمحلل السياسي زيد الأيوبي إن رد تنظيم الملالي على إسرائيل سواء كان مباشرا أو من خلال أذرعه لن يتجاوز العملية العسكرية الاستعراضية المصحوبة بحملة إعلامية ضخمة لتضخيم الرد معنويا.
وأضاف الأيوبي، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن الرد سيكون ردا محسوبا ومنسقا مع قوى غربية بحيث لا يفتح المجال للذهاب إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل وحلفائها الدوليين وعلى رأسهم أمريكا.