العمل الصالح هو كل ما يرضاه الله تعالى من أقوال أو أعمال، فالعمل الصالح يشمل أعمال القلوب وأعمال الجوارح، فيدخل فيه دخولا أوليا أعظم أعمال القلوب من التوحيد لله سبحانه وتعالى والخوف منه، والإنابة إليه والتوكل عليه، والرجاء فيه والتعلق به، فكل ذلك من العمل الصالح، بل هو من أساس العمل الصالح، كما يدخل في ذلك أعمال الجوارح كلها؛ فالأقدام تنتصب قياما في الصلاة، والجباه تخر سجودا فيها، والأيدي تتحرك إنفاقا، ونحو ذلك من كل ما هو متصل بالجوارح من اللسان والعين والأذن، كل بما فيه مما وردت به أنواع العبادات المختلفة، بل إن شمول هذا العمل الصالح يتجاوز الحياة الدنيا كلها إلى ما وراءها؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له)؛ فالعمل الصالح الذي تعمله يستمر أثره وأجره على هذا النحو المذكور في هذا الحديث.
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه حذرنا من خمس كلمات تحبط العبادات والطاعات وأعمالنا الصالحة.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنمن المحبطات الشائعة بين كثير من الناس التي تبطل العبادات والأعمال الصالحة، بل ويستهينون بها هو التألي على الله سبحانه وتعالى، منوها بأنأن التألي على الله يعني استبعاد الخير عن أخيك المسلم، فمن تألي على الله فقد استبعد شمول رحمة الله، وعفوه لأخيه المسلم، استعظم ذنب أخيه وتقصيره، فكأنه تحجر رحمة الله وفضله.
واستشهد بما ورد في صحيح مسلم ، عن جندب بن عبدالله البجلي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن رجلا قال: "والله لا يغفر الله لفلان، وأن الله تعالى قال: ومن ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك، أو كما قال: "ومعنى يتألى علي: أي يقسم علي .
وتابع: وما علم هذا المتألي أن الجميع تحت المشيئة الربانية، لا يقطع لأحد بدخول جنة أو نار ، فالمسلم لا يجزم لأحد بأن الله قد سخط عليه، أو رضي عنه، فهذا من علم الله وحكمه، والكل تحت رحمته وعدله وفضله.
ونصح بأن من رأى في نفسه صلاحا واستقامة فليحذر أن يحتقر أحدا من المقصرين المذنبين، أو أن ينظر لهم بعين الازدراء، وينظر إلى نفسه بعين الرضا والإعجاب، فهذا مورد من موارد الهلاك عظيم، نسأل الله العافية.