أكد الفريق أول عماد الدين مصطفى عدوى سفير جمهورية السودان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن استهداف الميليشيا المتمردة في السودان للبنية التحتية للدولة السودانية أدى إلى أضرار بالغة أصابت جميع قطاعات الدولة، وفي مقدمتها القطاع الزراعي، وهو ما يستلزم تحركا عربيا ودولياً فاعلاً.

وأشار إلى أن تعطل المشاريع الزراعية وتوقف نقل السلع وتلف كميات كبيرة يؤدي إلى رفع الكلفة على المستهلكين، مما يحتم إيجاد خطط فاعلة لإنقاذ الموسم الزراعي وطمأنة المزارعين الذين يواجهون أخطارا واستهدافا مستمرا من قبل الميليشيا المتمردة.

جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية بالتعاون مع سفارة جمهورية السودان بالقاهرة حول "وثيقة آفاق اعمار القطاع الزراعي في السودان" بحضور البروفيسور إبراهيم الدخيري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وعدد من السفراء وكبار رجال الأعمال السودانيين في القاهرة وشخصيات عربية.

وأشار السفير السوداني في القاهرة، في كلمته إلى التقرير الدولي الصادر عن رابطة التجارة العالمية IPC، الذي تحدث عن وجود أكثر من 25 مليون شخص في خطر حقيقي حيال عدم استطاعة توفير الغذاء منهم حوالي 755 ألف شخص في مأساة إنسانية جراء إنعدام الغذاء وأكثر من 14 منطقة في أزمة غذاء حقيقي ، كذلك تراجع الأراضي المزروعة في مشروع الجزيرة من 705,645 في العام 2020/2019 إلى 635.677 في العام 2024/2023م، الأمر الذي يعكس التأثر الملحوظ للمشروع جراء استهداف الميليشيا للآليات والمعدات وتعرض حياة العاملين بالمشروع وسكان المنطقة الأخطار جراء إستهداف الميليشيا لولاية الجزيرة.

وشدد السفير عدوي على أن كل ذلك يدفعنا نحو دعم مساعي تبني الوثيقة المقدمة من المنظمة العربية للتنمية الزراعية حول آفاق إعمار القطاع الزراعي في السودان بما يعزز المساعي الجارية لإنقاذ الموسم الزراعي الحالي والوقوف على الاحتياجات العاجلة، كما تؤسس الوثيقة لمبدأ ضرورة التدخلات الإيجابية في مجال السياسات والحرص على مفهوم الإستدامة والمواكبة غير تجديد الأطر المؤسسية وحاكمية قطاع الزراعة ومأسسة العمل في القطاع بشكل عام وتبني أطروحات أكثر مرونة واستجابة خيال مجابهة التحديات وقضايا القطاعات المتشابكة لقضايا المناخ والمياه والتنوع البيولوجي.

وأعرب السفير عن شكره للمنظمة العربية للتنمية الزراعية على جهودها المقدرة في دعم سبل إعادة تهيئة وإعمار القطاع الزراعي في السودان، وذلك بما يعكس اضطلاعها برؤيتها ورسالتها في تحقيق التنمية الزراعية في جميع الأقطار العربية، ولقيادتها ممثلة في البروفيسور إبراهيم الدخيري وطاقم عمله من الخبراء والموظفين على جهودهم في إعداد الوثيقة بالشكل المهني والاحترافي اللائق بتقديمها كوثيقة عربية لمختلف الشركاء الإقليميين والدوليين، وعلى حسن الإعداد للورشة، واثقا من خروج هذه الورشة بتوصيات ناعمة لإعمار قطاعات الدولة السودانية في مرحلة ما بعد الحرب.