قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

نجاة عبد الرحمن تكتب: نهاية أمريكا

×

بعد أقل من 100 يوم ستنطلق الانتخابات الأمريكية، في ظل حالة من التوتر و شبح الحرب الإقليمية يهدد الشرق الأوسط، نتيجة لهمجية نتنياهو الذي يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية، دون الرجوع للإدارة الأمريكية التي تعد الراعي الرسمي له، و هذا ما ظهر مؤخرا من قيام إسرائيل باغتيال إسماعيل هنيه، دون الرجوع لماما أمريكا التي تمنحه دائما الضوء الأخضر لتنفيذ أي عمليات على الأرض.

هذا ما كشفت عنه المكالمة الهاتفية التي تمت بين جوبايدين ونتنياهو بشأن أغتيال إسماعيل هنيه، و التوتر الذي تشهده المنطقة العربية، و حذر بايدين نتنياهو من تداعيات تصرفاته و عدة اغتيالات قام بها بعد عودته بأقل من اسبوع من اجتماعه بالكونجرس، و ان الولايات المتحدة الأمريكية سوف تتخلى عن أمن إسرائيل في حال تعرضها لضربات عسكرية ردا على همجيته حيث قال جو بايدين نصا " إذا لم تتوقف عن التصعيد و احداث التوترات بالشرق الأوسط و السير في اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة و الوصول لاتفاق بشأن الرهائن فلا ينبغي لك الاعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية لإنقاذك ".

وهذا القول يدلل على أن نتنياهو خرج عن السيطرة الأمريكية و أصبح يهدد خطرا عليها و يهدد مصالحها بالشرق الأوسط، و هذا يعنى أن الرئيس الأمريكي القادم أمامه معضلة كبيرة في حماية المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط في ظل وجود منافسا قويا للاقتصاد الأمريكي كالصين بالمنطقة العربية، و وضع اقتصادي أمريكي متأزم مفعم بالديون الخارجية، حيث بلغت قيمة الديون الأمريكية 35 تريليون دولار و بلغت نسبة الغفر أكثر من 37 مليون مواطن يمثلون ربع الكتلة الانتخابية من الشعب الأمريكي تعاظمت تلك النسبة في عهد جوبايدين مما أضعف فرصته في إمكانية الفوز بالانتخابات الرئاسية لذلك كان أفضل خيار للحزب الديمقراطي هو الضغط لانسحاب جوبايدين و الدفع بنائبته كامالا هاريس التي نجحت حملتها في الحشد و جمع 200 مليون دولار و جذب 170 متطوعين جدد للحملة الانتخابية.

بالرغم من نجاح كامالا هاربس في الحشد و جمع ذلك المبلغ فى أقل من اسبوعا واحدا إلا انها لم تتقدم خلال استطلاعات الرأي التي أجريت حيث حصل منافسها دونالد ترامب على تأييد 54% و حصلت هاريس على 46%، خلاف اربع مواقع استطلاع رأي أكدت ان أداء نائبة بايدين أسوا منه، و ثلاث مواقع رأت ان أدائها يوازي أداء بايدين.

إذا فشل الحزب الديمقراطي في إقناع الأمريكيين بمرشحته خلال الثلاث اشهر القادمة سوف يخسر أيضا مقاعده في مجلسي النواب و الشيوخ يعني ذلك ان نجاح دونالد ترامب سيكون سحق الحزب الجمهوري للحزب الديمقراطي.

يقف خلف انسحاب بايدين و التقدم بالمرشحة المحتملة كامالا هاربس كلا من باراك أوباما و نانسي بلوسي و هما من مارسوا ضغوطا قوية على جوبايدين من أجل الانسحاب من خوض سباق الانتخابات الأمريكية، بإعتبارهم أقوى قيادتين بالحزب الديمقراطي و يكنّ كل العداء لدونالدترامب.

أما في حالة فوز دونالد ترامب بمقعد الرئاسة سوف تكون اهتماماته بعيدة عن الشرق الأوسط و سيتفرغ للمواجهة مع الصين التي بدأت تستحوذ على الاقتصاد العالمي في مناطق النفوذ الأمريكي.
أضافه إلى شروع ترامب في تنفيذ مشروعه الذي سبق و أعلنه المعروف باسم 2025 و الذي يهدف إلى تفكيك الحكومة الفدرالية و التي سيترتب عليها تفكيك الولايات المتحدة، و هذا ما يخشاه كلا من باراك أوباما و نانسي بلوسي و هيلاري كلينتون، لأنهم يرون أن عدم التواجد الأمريكي بالشرق الأوسط هو نهاية إسرائيل في ظل ما يرتكبه نتنياهو مؤخرا دون الرجوع للإدارة الأمريكية التي فقدت سيطرتها عليه، وجموحه لتحقيق مصالحة الشخصية دون النظر لمصلحة إسرائيل و بقائها و تمددها و يعيق تحقيق حلمهم المزعوم ببناء دولة اليهود الكبرى.

و يتخوفون أيضا من أن تكون نهاية الولايات المتحدة الأمريكية على يد دونالدترامب الذي يسعى لتفكيك الحكومة الفيدرالية و التي سيترتب عليها بالطبع تقوية نزعة الاستقلال داخل الخمسين ولاية و من ثم تفكيك الولايات المتحدة الأمريكية على غرار ما حدث بالاتحاد السوفيتي.في 26 / 12 / 1991 بتفككه إلى جمهوريات مستقلة، و بالتالي ينتهي النفوذ الأمريكي الذي يمتد لأغلب دول العالم.

في النهاية أتوقع انه على الرغْم من عدم تقدم كامالا هاريس في استطلاعات الرأي و عدم رضاء شريحة عريضة من الكتلة التصويتية عنها إلا أنني أرى أن من سيفوز بالرئاسة الأمريكية كامالا هاريس لضمان حفظ أمن إسرائيل