قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

إبراهيم شعبان يكتب: المنطقة على شفا حرب إقليمية

×

التطورات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط، خلال الأسابيع الأخيرة، تشير إلى صدق وجدية ما سبق وحذرت منه مصر مرارًا وتكرارا، من أن استمرار حرب غزة، قد يدفع المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة.


تحذيرات القيادة السياسية المصرية أكثر من مرة، كانت تنطلق عن رؤية حقيقية للقادم في الأحداث، فحرب غزة وبحكم التشابكات مع القضية الفلسطينية من أطراف لها علاقة مباشرة بالصراع ودول على تماس مباشر بما يحدث في غزة مثل مصر، وأخرون دخلوا على الخط واستغلوا اللحظة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، دون أن تكون القضية قضيتهم في الأساس، لكنها تشابكات وارتباطات تعقدت على مدى عقود، ليس هنا مجال لشرحها، يدفع بالحرب لأن تتوسع في أي لحظة.


لكن ما يهمنا الإشارة إليه والتحذير منه، هو دلالة الأحداث الأخيرة، وارتباطها بالتطورات المثيرة على الساحة الأمريكية، بعد ابتعاد جو بايدن وإفساح المجال للحزب الديمقراطي لاختيار المرشح الأقوى له، لكي يستطيع مواجهة ترامب في الانتخابات الأمريكية نوفمبر 2024.


وباختصار يمكن الاشارة إلى هذه المخاوف، التي تزيد من احتمالية سقوط المنطقة في مستنقع الحرب الشاملة واتساع رقعة الصراع بعيدا عن حدود غزة، كالتالي:-
- اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، جريمة ليست هينة، لكنها تدل على اختراق إسرائيلي واسع للأمن القومي الإيراني، لدرجة الوصول الى مكان هنية وغرفة نومه وقتله بصاروخ موجه أو عبوة ناسفة وفق بعض المصادر، في قلب طهران، بعد انتهائه من حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد بزشكيان.
- تفكير إيران في الرد على إسرائيل سيترتب على الكثير من التداعيات، فإذا هاجمت إسرائيل مجددا بألف مسّيرة وصاروخ مثلما حدث قبل عدة أشهر بعد اغتيال إسرائيل قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني داخل دمشق، فهذا ثبت فشله، والأرجح أنها ستلجأ إلى شريكها حزب الله، ما يدفع بلبنان لصدارة الأحداث، فحزب الله الأقرب لشمال إسرائيل وصواريخه تطول كل بلدات الشمال الإسرائيلي، وقد تصل تل أبيب أيضا بحكم قرب لبنان من الحدود، لكن هذا التفكير يدفع بلبنان المسكين للهاوية، في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
- الجميع يتضامن مع القضية الفلسطينية ويرفض الجرائم الإسرائيلية السافرة، لكن الدفع بلبنان وحده، ليكون في وجه نتنياهو وقادة الحكومة الحالية في تل أبيب، ظلم لبلد عربي صغير وجميل، يعيش ظروفا اقتصادية صعبة منذ سنوات، ولا ينقصه الدمار أو الخراب حال قررت تل أبيب معاقبة لبنان بسبب حزب الله.
- استهداف إسرائيل قيادات بارزة لحزب الله ووصولها الى القيادي الكبير فؤاد شكر، واغتياله وهو الذراع اليمني لحسن نصر الله، يؤكد أن الموساد الإسرائيلي أحدث اختراقا هائلا حقيقيا داخل حزب الله، وقبل فؤاد شكر، اغتالت إسرائيل 4 قيادات أخرى بارزة للحزب طوال الأسابيع الماضية.
-الداخل الإسرائيلي، بدأ يهدأ في مواجهة نتنياهو، وبدأ يفرح بالضربات الغادرة والقوية التي يوجهها لقادة حماس وحزب الله، وخصوصا بعدما بدأ يتردد أن الضربة الإسرائيلية الوحشية على خان يونس قبل أسابيع والتي أسقطت المئات قد أصابت القيادي الحمساوي محمد الضيف وإنه قتل بالفعل.
- تراجع مظاهرات أهالي الأسرى الإسرائيليين يشعر نتنياهو أنه بدأ يكسب حرب غزة، وأنه يديرها الآن وفق خطته، ويصفي قيادات حركة حماس، ليسوق نظريته بأن حكم غزة سيخضع لإدارة مدنية ولن تحكمه حماس (فهو يصفي قياداتها) ، كما رفض ان تديره السلطة الوطنية الفلسطينية.
- رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أكثر المستفيدين من إعلان بايدن تراجعه عن خوض الانتخابات الأمريكية القادمة، فجو بايدن دخل في مرحلة "النقاهة الرئاسية"، وحتى لحظة تسلم الساكن الجديد مقاليد الحكم في البيت الأبيض في يناير 2025، فإن بايدن لن "يهش أو ينش" كما يقول المثل الشعبي الدراج، والرسالة كل يتصرف كما يحلو له في المنطقة، كما أن كامالا هاريس وحال ترشيح الحزب الديمقراطي الأمريكي لها رسميا في مواجهة ترامب بعد أيام، ستكون مشغولة بالعمل للفوز بالانتخابات، وليس الحريق الواسع الذي قد يندلع في المنطقة، وعلى كل واحد أن يراعي مصلحته ويحافظ على نفسه.
- إذا صحت التسريبات الإسرائيلية الأخيرة، بأن قيادات في حزب الله تضغط الآن بعد اغتيال إسماعيل هنية على قيادات حماس للقبول بالهدنة، التي رفضتها قبل أسابيع وكان يرعاها بايدن شخصيا منذ أبريل الماضي، وبذلت فيها مصر ولا تزال جهودا هائلة، فإن حماس تكون قد فرطت في فرصة هائلة لوقف الحرب المسعورة في قطاع غزة، وأصبحت الحرب الآن رهينة لشروط نتنياهو ورؤيته، بعدما خف الضغط عليه تماما من جانب الداخل الاسرائيلي وتراجعت مطالب تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.
- أخيرا.. الكلام والتحليلات تكون بعقل في التطورات الدامية في المنطقة، والتي قد تشتعل فيها حرب شاملة واسعة تنال دولا عدة، في أي لحظة، فما يحدث لا يحتاج شعارات فارغة ولا تهييج مبالغ فيه، ولكن حكمة في التصرف والعمل على تكوين رأي عربي وتحرك عربي رسمي جديد من جانب الجامعة العربية، والزعماء العرب للإمساك باللحظة في حرب غزة، وعدم ترك الفرصة لعربة نتنياهو لتدهس الجميع في القطاع بهمجية ووحشية، وفي النهاية يدفع الشعب الفلسطيني الفاتورة كاملة.