على خلفية الخرق الأمني الذي أدى لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، نفذت السلطات الإيرانية حملة اعتقالات واسعة للوقوف على طبيعة الخرق الأمني الذي قاد لاغتيال هنية، وفق ما أوردت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
لكن في هذا الإطار، لاتعد عملية اغتيال هنية هي أول خرق أمني للنظام الأمني الإيراني أو الجماعات الموالية له في المنطقة، إذ كثيرا ما اغتالت إسرائيل شخصيات وقيادات إيرانية في إيران وخارج إيران هذا علاوة على الخرق الأمني الأكبر الذي تمثل في اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني بضربة أمريكية في وقت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بمساعدة مخابراتية إسرائيلية.
أبرز الاغتيالات والعمليات الإسرائيلية ضد إيران
اغتيال 4 علماء
ما بين عامي 2010 إلى 2012 جرى اغتيال أربعة علماء عاملين بالبرنامج النووي الإيراني واتهمت إيران ، إسرائيل والمخابرات الأمريكية بالوقوف وراء هذه العمليات.
جنرال في الحرس الثوري
جرى اغتيال حسن مقدم الجنرال في الحرس الثوري الإيراني في انفجار مستودع ذخيرة تابع للحرس عام 2011 في إحدى ضواحي العاصمة طهران.
وفي ذلك أفاد تقرير أمريكي بوقوف الاستخبارات الأمريكية وإسرائيل وراء الاغتيال في عملية مشتركة، بحسب ما نشرت إذاعة مونت كارلو الدولية.
الاغتيال الأبرز والأشد قسوة على إيران
كان الاغتيال والاختراق الأمني الأشد قسوة على الحكومة الإيرانية في اغتيال أهم قادتها العسكريين ومسئوليها على مستوى قيادي بارز ومن المقربين من المر شد الإيراني علي خامنئي، هو في عملية اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
جرى اغتيال سليماني في غارة من مسيّرة أمريكية في العاصمة العراقية بغداد في يناير من عام 2020 وهو الأمر الذي صدم الإيرانيين وردت إيران باستهداف قاعدة عسكرية أمريكية في إيران ولم ينجم عن الاستهداف شيئ ضخم يجبر أمريكا على رد اعنف.
محسن فخري زاده
في نفس العام 2020 في نوفمبر منه، جرى اغتيال شخص ذو حيثية كبيرة وهو نائب وزير الدفاع والعالم النووي ورئيس منظمة الأبحاث في الوزارة، وهو العالم محسن فخري زاده.
اغتيل العالم النووي والذي اعتبرته إسرائيل، وهيئات استخباراتية أمريكية، أبا المشروع سري للقنبلة النووية الإيرانية، إلا أن طهران اكتفت بالإعلان عن عزمها محاسبة المتورطين في عملية الاغتيال.
وفارق فخري زادة الحياة في المستشفى بعد تعرضه لهجوم في مقاطعة دماوند.
وأفادت تقارير بوسائل إعلام إيرانية بأن مهاجمين أطلقوا النار على سيارته.
صياد خدايي
جرى اغتيال العقيد في الحرس الثوري الإيراني من قبل جهات غير معلومة لكن اتهم قائد الحرس الثوري إسرائيل باغتياله عن طريق عملاء أطلقوا الرصاص عليه عام 2022، وهو ما يظهر حجم الاختراق للمنظومة الأمنية الإيرانية.
تكهنات حول اغتيال الرئيس الإيراني
وفي مايو من العام الحالي 2024، لقي الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة ولم توجه الحكومة الإير انية بشكل رسمي أصابع الاتهام لإسرائيل في حادثة مقتله.
لكن بعض المراقبين شككوا بالرواية الرسمية الإيرانية، وقالوا أنه ربما اغتالت إسرائيل الرئيس الإيراني في ضربة كبرى لم يجري الإعلان عن خباياها.
اغتيال هنية
أعلن الحرس الثوري الإيراني الأربعاء الماضي، مقتل إسماعيل هنية مع حارس شخصي له في مقر إقامته بطهران بعد حضوره احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان وهو ما يعد تأكيدًا على حجم الاختراق الأمني للاستخبارات الإيرانية .
اغتيالات خارج إيران
اغتيال القائد العسكري الإيراني السيد راضي موسوي
جرى في أواخر العام الماضي 2023 اغتيال القائد العسكري الإيراني السيد راضي موسوي في سوريا.
ففي تصعيد كبير، أودى هجوم إسرائيلي بحياة القائد العسكري الإيراني الأكثر نفوذاً في سوريا.
وقال خبراء في وقتها إن أهمية الاغتيال تعادل قتل الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني واستهداف إسرائيل للقائد العسكري الراحل لحزب الله عماد مغنية.
وقتل سيد راضي موسوي في ضاحية جنوب دمشق بعد لقاء مع السفير الإيراني في سوريا.
وأشار المطلعون إلى أن موسوي شخصية عسكرية مخضرمة تتمتع بخبرة تمتد لعقود في لبنان وسوريا.
وعلى وجه التحديد، كان موسوي مسؤولاً عن التنسيق بين فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والحكومة السورية، وتسهيل دخول القوات التي تقودها إيران وشحنات الأسلحة إلى سوريا وكذلك حركة حزب الله في لبنان.
استهداف ابريل
في أبريل 2024 استهدف الاحتلال القنصلية الإيرانية في سوريا ما أدى إلى مقتل قائدين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، هما العميد محمد رضا زاهدي، ومساعده العميد محمد هادي حاج رحيمي، و5 مستشارين عسكريين إيرانيين هم حسين أمان اللهي، ومهدي جلالتي، وشهيد صدقات، وعلي بابائي، وعلي روزبهاني.
وردت إيران بشن أول هجوم عسكري مباشر في تاريخها على إسرائيل فيما أطلقت عليه عملية "الوعد الصادق".
عمليات تحقيق واعتقالات داخل إيران
فيما يخص أحدث اغتيال في إيران لقائد المكتب السياسي لحماس، فقد طالت الاعتقالات الإيرانية أكثر من 20 شخصا، من بينهم ضباط استخبارات كبار ومسؤولون عسكريون وموظفون في دار ضيافة يديرها الجيش في طهران، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصدرين مطلعين إيرانيين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إيرانية قولها إن فريقًا منفصلاً من العملاء استجوب كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الذين كانوا مسؤولين عن حماية العاصمة، ووضعوا عددًا منهم قيد الاعتقال لحين اكتمال التحقيقات.
وقال المسؤولان الإيرانيان أيضا إن التحقيق ركز على مطارات طهران الدولية والمحلية، حيث تم تمركز عملاء، وفحصوا أشهراً من اللقطات التي التقطتها كاميرات من صالات الوصول والمغادرة، وفحصوا قوائم الرحلات الجوية.
ولم يكشف الحرس الثوري الإيراني حتى الآن أية تفاصيل عن الاعتقالات أو عن تحقيقه في الانفجار، بما في ذلك سببه، ولكنه تعهد بالانتقام الشديد، كما فعل المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي أصدر أمرًا بضرب إسرائيل ردًا على ذلك، وفقًا للمسؤولين الإيرانيين.