"لكنني اليوم، في رحاب المقاومة والشهداء أيضًا، لم يعد من داعٍ لأن أختصر اسمي، أنا خديجة فؤاد شكر، الابنة التي تربّت في ظلّ أب، لطالما كان حديث الشهادة والشهداء على لسانه وفي باله"، هكذا كشفت ابنة القائد العسكري الكبير في حزب الله اللبناني فؤاد شكر عن هويتها، بعد الإعلان عن مقتل أبيها في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت.
وفي مقال بعنوان “صار بمقدوري كتابة اسمي كاملاً”، والذي نُشر بجريدة “الأخبار” اللبنانية - المقربة من حزب الله- يوم الخميس 1 أغسطس، كشفت خديجة فؤاد شكر النقاب عن نفسها وكتبت اسمها بالكامل، بعدما كانت تكتب بدون اسم في السابق ثم استخدام اسم “خديجة شكر” مكتفية بالجد، ولا تذكر اسم والدها ربما لكي لا تصبح هدفًا هي الأخرى لإسرائيل.
وقالت خديجة في المقال: “ليست هذه المرة الأولى التي أكتب فيها على هذه الصفحات، فقد شاركت في كتابة وإعداد ملفات ومقالات عن مواضيع مختلفة، تدور كلها في رحاب المقاومة والشهداء. في المرات الأولى، شاركت من دون أن أدون اسمي، ثم لاحقاً صرت أكتب باسمي فقط، لكنني اليوم، في رحاب المقاومة والشهداء أيضاً، لم يعد من داعٍ لأن أختصر اسمي، أنا خديجة فؤاد شكر، الابنة التي تربت في ظل أب، لطالما كان حديث الشهادة والشهداء على لسانه وفي باله، وحاز الحديث عن الشهداء، حيّزاً واسعاً من القصص التي يرويها الأب لابنته، والتي تحوّلت بعد سنوات وسنوات، إلى تشجيع منه لي، لكتابة هذه القصص، وسردها في مقالات وتقارير ومواد إعلامية مختلفة”.
وتحدثت خديجة عن إحساس الخوف الذي كانت تعاني منه عائلة شكر، بالقول: “رغم أن مجرد فكرة رحيله عنا، كانت تهز قلوبنا، وتثير خوفنا من الفقد، ومن أن تفتقده سوح الجهاد ومواقع القيادة، إلا أنّنا كنا ندرك أن الشهادة مُنتهى آماله وغايته في نهاية الطريق، والخاتمة التي تليق بعمره المليء بالجهاد والتضحية والانتصارات”.
ونعت والدها بكلمات مؤثرة قائلة: “اليوم، لم يعد بالإمكان أن أسمع من أبي قصص الشهداء، إلا في تسجيلات خاصة، ستكون مؤونتي في الأيام القادمة، بل ها هو اليوم - السيد محسن - والدي، صار القصة والحكاية، والسر الذي ذاع، والعطر الذي فاح”.