قالت دار الإفتاء المصرية، ان إكثار الحلف أثناء البيع والشراء مكروه، سواء أكان الحالف صادقًا أم كاذبًا.
وإكثار الحلف أثناء البيع والشراء مكروه، لما يترتب عليه من زوال البركة، ولكَونه سببًا لزوَال تَعْظِيم اسم الله تعالى من القلوب؛ فقد أمر الله تعالى بحفظ الأيمان ونهى عن إكثار الحَلِفِ به؛ فقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ﴾ [المائدة: 89]، وقال سبحانه: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ﴾ [البقرة: 224].
وقد ورد في السنَّة النبوية المطهَّرة النهي عن إكثار الحلف مطلقًا وخصوصًا عند المتاجرة لما يترتَّب عليه من محق البركة ورفعها؛ قال النبي ﷺ: «الحلف مُنَفِّقَةٌ للسلعة، مُمْحِقَةٌ للبركة» (رواه البخاري)، وقد نصَّ الفقهاء على كراهة إكثار الحلف أثناء البيع والشراء؛ فلا ينبغي الإكثار من الحلف مطلقًا، سواء أكان الحالف صادقًا أم كاذبًا.
حكم الحلف بالله كثيرًا ؟
كما تلقي الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالا حول حكم الحلف بالله كثيرًا؟ وذلك خلال البث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ورد "شلبي"، قائلًا: أن هناك أشخاص يحلفون على كل كبيرة وصغيرة ولكن هذا غير مستحب وخطأ، وعلى الإنسان ألا يلجأ الى الحلف إلا عند التأكيد على شئ معين، «لاَ يُؤَاخِذُكُمُ الهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ» الآية 89 من سورة المائدة.
وتابع: أن استعمال الحلف كثيرًا خطأ وينبغي علينا ان نبتعد عن هذا الفعل ونبعد أنفسنا عن الحلف قال الله تعالى «وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ »، فلا نحلف على كل صغيرة وكبيرة.
حكم الحلف بالله كذبا
أوضح الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، حكم من حلف بالله كذبا، وذلك عبر فيديو له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك».
وقال « جمعة» إنه لا كفارة على الحلف كذبا بالله، لكن عليه التوبة بالرجوع الى الله والندم على ما فعل، والإقلاع عن هذا الذنب ، والعزم على ألا يعود إليه أبدًا، والاستغفار، لافتًا: هذه الوظائف الأربعة هي التي تتم بها التوبة.
وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أن كفارة اليمين تكون عند الحلف على شيء في المستقبل، كأن يحلف شخص: " والله ما رايح اسكندرية بكره" ، ثم اضطرته الظروف للذهاب؛ ففي هذه الحالة عليه كفارة اليمين بإطعام عشرة مساكين عن كل حلفان حلف به، أو كسوتهم، أو صيام ثلاثة أيام.
واستشهد المفتي السابق بقول الله- تعالى-: « وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»، [سورة البقرة: الآية224]، منبهًا أن الكفارة هدفها هنا عقاب النفس حتى لا تستهين باليمين وألا تخل به.
حكم الحلف بالله باستمرار
أوضح الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الانسان الذى يحلف كثيرا غالبا يكون غير صادق؛ لأنه يريد ان يثبت أنه صادق، لذلك يقول الله - تعالى-: { وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ}.
وأضاف وسام، فى إجابته على سؤال « ما حكم الحلف بإستمرار؟»، أن كثرة الحلف بهذة الطريقة مكروهة فقد يؤدى كثرة الحلف الى اللغو، وقد نهانا الله تعالى عن كثرة الحلف.
ولفت إلى أنه لا يؤاخذ المسلم على اليمين إلا إذا قصده فيقول المولى عز وجل { وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ}، فعقد اليمين هو الذى يوجب كفارة أما ما يخرج من المسلم عفوًا من غير قصد كعقد اليمين فهذا وإن كان لا ينبغي فعل ذلك إلا أنه لا كفارة فيه.
حكم الحلف بالله على الطعام والشراب
وبين الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية أن الحلف بالله على الطعام والشراب جائز إذا كان الحلف صادقا كأن يقول شخص لآخر تفضل تناول معي الطعام، وقال الآخر والله لا أستطيع فأنا شبعان، وهو فعلا ليس جائعا فهذا جائز ولا حرمة فيه.
وأكد عاشور خلال رده على الأسئلة الواردة إلى صفحة دار الإفتاء حيث يسأل شخص: "حكم الحلف بالله على الأكل والشرب عند زيارة أحد؟"، أما إذا كان الشخص يستطيع تناول الطعام وحلف بالله أنه لا يستطيع فقد جمع الكذب والجوع في وقت واحد وهذا حرام شرعا.
وتابع: يجب على كل انسان عدم الحلف بالله مطلقا ولا يحلف إلا أمام القاضي للشهادة فقط أما غير ذلك فلا يحلف نهائيا لقول الله -تعالى- : "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم" فلو كان الإنسان جائعا أو غير جائع فلا يحلف مطلقا.