EN
لاشك أنه ينبغي على الجميع معرفة لماذا نصلي ؟، لعلها تزيد الاهتمام والحرص ومن ثم الاغتنام والفوز الكبير بثاني أركان الإسلام الخمسة، التي لا ينبغي لعاق تفويتها بأي حال من الأحوال أو أي سبب من الأسباب، من هنا ينبغي معرفة لماذا نصلي ؟، كوسيلة للحفاظ على هذه العبادة.
لماذا نصلي
ورد عن حقيقة لماذا نصلي ؟، أن أقوى الصلات بالله عزوجل وأقربها إليه هي الصلاة، فالصلاة قوة لها نفوذ تنفذ إلى أعماق النفس، وإلى أحاسيس الضمير، تطهر من الخبائث والفواحش، يستعين بها المسلم على نفسه وشهواته وشيطانه.
وورد أنها وسيلة من وسائل الشكر لله سبحانه وتعالى، على ما أنعم على العبد من نعم لا تعد ولا تحصى، لذا فالواجب على العبد المسلم، أن يظهر للإله المنعم المتفضل، الخضوع والعبودية بأداء الصلاة التي فرضها عليه، تعبيراً عن شكر الله تعالى، وإقراراً بربوبيته، واعترافاً بفضله ونعمه.
ولا شك أنه ما أحوج المسلمين في هذا الزمن المملوء بالفتن والإحن والمحن المملوء بالحقد والضغائن، المحفوف بالعقوبات والأخطار، ما أحوجهم إلى تقوية الصلة بالله للتغلب على عوامل الفساد ودعاة الهلاك، و الصلاة هي عماد الدين الأرفع.
ماذا يحدث لمن يحافظ على الصلاة
وجاء أن من حافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع قال تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ الآية 238 من سورة البقرة، وقال تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) الآية 45 من سورة العنكبوت.
وورد أنها بعد الشهادتين أعظم أركان الدين اعتباراً وثبوتاً فيما عند الله، فما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، فقد كرر الله تعالى ذكر الصلاة في القرآن الكريم، معرفاً بالألف واللام سبعاً وستين مرة في ثمان وعشرين سورة، تارة يأمر بإقامتها وأدائها في أوقاتها المختصة بها على أكمل وصف مستشهداً بقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) الآية 103 من سورة النساء.
وورد أنه تعالى تارة يمدح فاعلها ويثني عليه وما يناله من الأجر والثواب، وتارة يذم تاركها ويبين عقوبته، مشيرًا إلى أن كل واحد مطالب بفعلها حتى في المرض والخوف، فالمسلم يؤديها متطهراً من الأحداث والأقذار، مستور العورة بما يحجبها عن الأبصار، مستقبل القبلة حيثما كان، مخلص النية عند الإحرام بها للعظيم الشأن، محافظاً على ما لها من الأركان، في قراءة، وركوع، وسجود، وقعود، واعتدال، واطمئنان، لا ينقرها نقر الغراب، ولا يترك ما لها من السنن والآداب.
كما جاء أن الصلاة صلة للعبد برب الأرباب، وهي أول ما يُسأل عنه العبد في عمله يوم يقوم الحساب، داعياً إلى تقوى الله وإحسان الصلاة ليحسن الله أحوالهم، وينبغي الاطمئنان في الركوع والسجود والاعتدال بعد ركوعكم وبين السجدتين في القعود، فإن الإخلال بالطمأنينة مبطل للصلاة قطعاً.
وورد أن المصلي بغير اطمئنان، وسكون في الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ألا وإن روح الصلاة الخشوع والخضوع، وعمادها تدبر القراءة في القيام وتدبر التسبيح في السجود والركوع".
وورد أنه لعظم شأن الصلاة فإنها لا تسقط عن العاقل البالغ بحال، ولا تترك إلى الكفاءة والإبدال، ولا تجزئ فيها النيابة ولا عذر للمكلف في تركها ولو في حالة القتال، والمحافظ على الصلاة في الجماعة يُشهد له بالإيمان، ومن ترك فعلها جماعة في بدو أو قرية فقد استحوذ عليه الشيطان.
فضل الصلاة
1- نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا.
2- محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله – تعالى- ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.
3- أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.
4- يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده.
5- تُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-.
6- عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى.
7- سبب في استقامة العبد على أوامر الله تعالى، حيث تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر؛ قال اللَّه – تعالى-: «وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ».
8- أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
9- يُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.
10- يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه، وتبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه.
