أكد العلماء أن فيروس إنفلونزا الطيور (H5N1) قد تطور ليبدأ في الانتقال بين الثدييات، وهو تطور مثير للقلق قد يزيد من احتمالات انتشار هذا الفيروس بين البشر.
انتشار انفلونزا الطيور بين الحيوانات
تم اكتشاف حالات انتقال الفيروس بين الثدييات لأول مرة في الأرجنتين في أغسطس 2023، حيث تسبب في نفوق كبير بين صغار الفيل. وأظهرت الدراسات أن معدل الوفيات بينها وصل إلى 70% خلال موسم تكاثر 2023. كما تم العثور على حالات إصابة بالفيروس بين أسود البحر في أمريكا الجنوبية، مما يشير إلى قدرة الفيروس على الانتقال بين أنواع مختلفة من الثدييات.
أكد دييجو ديل، عالم الفيروسات بجامعة كورنيل، أن هذه هي إحدى المرات الأولى التي يتم فيها رصد أدلة على انتقال فعال ومستدام لفيروس إنفلونزا الطيور (H5N1) بين الثدييات.
هذا التطور الجديد يمثل تحدياً كبيراً ويثير القلق بشأن احتمالية انتقال الفيروس إلى البشر بكفاءة.
ووفقا لمجلة “ساينس أليرت العلمية”، منذ عام 2022، تسبب الشكل B3.13 شديد الانتشار من فيروس H5N1 في إعدام 90 مليون طائر منزلي في الولايات المتحدة وحدها.
مخاوف من طفرات للفيروس
وعلى الرغم من أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تؤكد أن خطر الفيروس على عامة الناس لا يزال منخفضاً، حيث تم تسجيل 11 حالة إصابة بأعراض خفيفة فقط في الولايات المتحدة، إلا أن وفاة شخص واحد في المكسيك بسبب فيروس H5N2 المرتبط يذكّر بالمخاطر المحتملة لهذا الفيروس إذا تطور.
وأوضح دييجو ديل أن القلق ينبع من إمكانية حدوث طفرات في الفيروس تؤدي إلى تكيفه مع الثدييات وانتقاله إلى البشر بكفاءة. المخاوف تتزايد نظراً لقدرة فيروس H5N1 على سرقة الجينات من فيروسات الإنفلونزا الأخرى، مما يسهل انتقاله بين أنواع مختلفة من الثدييات.
وقد تم اكتشاف الفيروس في مجموعة متنوعة من الثدييات من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، بما في ذلك الدببة القطبية، وثعالب الماء، والسناجب، والدلافين، والفيل، والحيوانات القطبية الجنوبية، والماعز.