صحراء غريبة مساحتها الواسعة ليست مصنوعة من الرمال أو الصخور، لكنها صحراء مياه لامعة بها كميات هائلة من الملح، تشتهر هذه الصحراء بمياهها السطحية اللامعة وطبقة الملح الكثيفة، وأسفل هذا المنظر الطبيعي الغريب يوجد نحو 11 مليون طن من الليثيوم المطلوب حول العالم.
أطنان من اللثيوم
تقع صحراء سالار دي أويوني في مرتفعات الأنديز جنوب غرب بوليفيا، وتُعدّ أكبر صحراء ملحية في العالم، حيث تمتد على مساحة تبلغ حوالي 10,400 كيلومتر مربع.
وتُشتهر هذه المنطقة بسطحها الملحي اللامع الذي يتخذ أشكالًا سداسية مدهشة، بالإضافة إلى احتوائها على كميات ضخمة من الليثيوم تقدر بحوالي 11 مليون طن، ما يجعلها واحدة من أكبر مستودعات الليثيوم في العالم.
تكوّنت صحراء سالار دي أويوني منذ حوالي 5 ملايين عام نتيجة لتبخر البحيرات القديمة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدل الأمطار، مما أدى إلى ترسب طبقات من الملح والرواسب. تقع الصحراء على ارتفاع 3,660 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وتحيط بها الجبال والبركان التي تزودها بالمياه العذبة.
مثلث الليثيوم
بحسب مجلة “لايف ساينس” العلمية، يعتبر الليثيوم الموجود في صحراء سالار دي أويوني جزءًا من "مثلث الليثيوم" الذي يشمل أيضًا مناطق في الأرجنتين وتشيلي، ويحتوي هذا المثلث على حوالي 75% من احتياطيات الليثيوم في العالم، ويعتبر بمثابة كنز غير مستغل حتى الآن.
يُعدّ سالار دي أويوني موقعًا حيويًا لعدة أنواع من الطيور والحيوانات، حيث تُوفر بحيرات المياه العذبة التي تتكون بفعل "التدفق العكسي" مصدرًا مهمًا للمياه لهذه الكائنات.
وتحيط بالمنطقة الملحية جبال مغطاة بالثلوج وبراكين تزود حافة القشرة الأرضية بالمياه الذائبة. وتنزلق المياه العذبة أسفل القشرة الأرضية ولكنها تنفصل على الفور عن المحلول الملحي بسبب الاختلاف في الملوحة.
ويقول ماكنايت: "نظرًا لأن المياه العذبة أقل كثافة من المحلول الملحي، فإنها في الواقع ستطفو فوق المياه المالحة". وتحدث ظاهرة صعود المياه العذبة عندما تهاجر المياه العذبة عبر القشرة الأرضية وترتفع إلى السطح، مكونة بذلك بحيرات على السهول الملحية.
وتابع ماكنايت إن منطقة سالار دي أويوني تضم ما بين ست وثماني بحيرات من هذا النوع، وهي بحيرات حيوية لحيوانات مثل طيور النحام التي تعيش في الصحراء. ويختلف حجم البحيرات حسب الموسم والجفاف.