تواجه إثيوبيا، الدولة التي تمت الإشادة بها مؤخرًا لخطواتها الاقتصادية، أزمة اختطاف حادة ومتصاعدة. وعلى الرغم من تركيز الحكومة على الإصلاح الاقتصادي واتفاق قرض صندوق النقد الدولي الجديد، إلا أن الفوضى والعنف منتشران، مما يهدد المواطنين والمستثمرين الدوليين على حد سواء وفقا لتقرير الإيكونوميست.
التهديدات المتزايدة على الطرق الرئيسية
أصبح الطريق الذي يربط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بمدينة ديبارك في المرتفعات الشمالية مشهورا بمخاطره. وتستهدف العصابات المسلحة المسافرين، بما في ذلك سائقي الحافلات والركاب، للحصول على فدية.
في الثالث من يوليو، اختطف قطاع الطرق أكثر من 100 شخص وطالبوا بمبلغ يصل إلى مليون بر (17500 دولار) للشخص الواحد. وقد ترك العنف المتصاعد الأسر في حالة من اليأس، وغير قادرة على تلبية طلبات الفدية والخوف على حياة أحبائهم.
تركيز الحكومة على الإصلاح الاقتصادي
كانت إدارة رئيس الوزراء أبي أحمد حريصة على تحويل الاهتمام نحو التعافي الاقتصادي، واحتفلت مؤخرًا بقرض جديد من صندوق النقد الدولي بقيمة 3.4 مليار دولار تم تأمينه من خلال الإصلاحات الليبرالية. يتمحور خطاب الحكومة حول التنشيط الاقتصادي واستعادة الاستقرار، وهو ما تعتبره ضروريًا لجذب الاستثمار الأجنبي. ومع ذلك، فإن استمرار العنف ووباء الاختطاف يقوض هذه الجهود، مما يلقي بظلال من الشك على استقرار البلاد.
الصراعات المستمرة والخروج على القانون
تساهم الصراعات الداخلية في إثيوبيا بشكل كبير في الفوضى. وجلب اتفاق السلام الموقع عام 2022 مع تيجراي بعض الراحة، لكن العنف لا يزال مستمرا في مناطق أخرى. وتواجه منطقة أمهرة اشتباكات مستمرة مع ميليشيات فانو، بينما يواصل جيش تحرير الأورومو تمرده في أوروميا. وتوقفت المفاوضات مع كلا المجموعتين، وتفاقمت أعمال العنف، وانتشرت إلى ما هو أبعد من المناطق المتضررة في السابق.
ضعف الدولة وتواطؤها
يتجلى ضعف سيطرة الدولة في جميع أنحاء البلاد. وفي أمهرة، تفترس الميليشيات الإقليمية اللاجئين من السودان، بينما في تيجراي، تحول المقاتلون السابقون إلى أعمال اللصوصية. وهناك مزاعم بالتواطؤ بين المسؤولين والجماعات المسلحة، مع اتهامات بأن بعض قوات الأمن متورطة في عمليات الاختطاف أو تستفيد منها. وتساهم الخطوط غير الواضحة بين أعمال المتمردين والعمليات الحكومية في الفوضى.
اليأس الاقتصادي ونمو الميليشيات
وتؤدي الصعوبات الاقتصادية إلى تفاقم الأزمة. ويواجه شمال إثيوبيا ظروفاً أشبه بالمجاعة، ويعاني موظفو الخدمة المدنية من تأخيرات طويلة في دفع أجورهم. ويدفع ارتفاع معدلات البطالة واليأس الاقتصادي الكثيرين إلى الانضمام إلى الميليشيات أو الجماعات المتمردة كوسيلة للبقاء على قيد الحياة. وقد أدى هذا الوضع إلى ما وصفه جونا ويديكيند بأنه "سوق الميليشيات"، حيث تكتسب المجموعات الأكثر حيلة النفوذ.
لامبالاة الحكومة وهروب المستثمرين
وتؤدي اللامبالاة الواضحة من جانب الحكومة الإثيوبية تجاه الأزمة إلى تفاقم الإحباط العام. وتتعرض إدارة رئيس الوزراء أبي أحمد لانتقادات بسبب انفصالها عن نضالات المواطنين العاديين، وتركيزها بدلاً من ذلك على الإصلاحات الاقتصادية البارزة. ويتجلى هذا الانفصال في التخلي عن مشاريع كبيرة، مثل مبادرة الطاقة الحرارية الأرضية التي تبلغ قيمتها 2 مليار دولار في أوروميا، بسبب مخاوف أمنية.