لماذا يجب قراءة المعوذات ثلاث مرات كل ليلة؟، من الأسئلة الشائعة التي يكثر البحث عنها وفي السطور التالية نوضح أسرار قراءة المعوذات ثلاث مرات كل ليلة.
لماذا يجب قراءة المعوذات ثلاث مرات كل ليلة؟
جاء في شأن قراءة المعوذات (سورَتَي الفلق والناس) والإخلاص، وجميعها مِن أعظَم سُوَر القرآن الكريم، أنها تتضمن معاني عدة مِن التوحيد والإخلاص لله تعالى، والتعوُّذ به من الشرور، والالتجاء وتفويض الأمر إليه سبحانه، وحُسن التوكُّل عليه، وقراءتُها دُبُر كلِّ صلاة وارِدٌ في السُّنَّة، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قال: «أمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، وأبو داود والترمذي والنَّسَائِي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.
ماذا يحدث لمن قرأ سورة الإخلاص 25 مرة قبل النوم؟
سورة الإخلاص واحدة من قصار السور، والتي تقع في الجزء الثلاثون والأخير من كتاب الله تبارك وتعالى، وعدد آياتها 4 آيات، وهي سورة التوحيد الخالص والعبادة الكاملة وملخص العقيدة الإسلامية والجامعة لكافة الأديان والشرائع السماوية، وقد قيل في شأنها أنها تعدل أجر قراءة ثلث القرآن الكريم.
فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: كيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن». وهذا لفظ مسلم، وفي حديث آخر عنده: «إن الله جزَّأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل (قل هو الله أحد) جزءًا من أجزاء القرآن».
وفي بيان ماذا يحدث لمن قرأ سورة الإخلاص 25 مرة قبل النوم؟، قالد الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن في قراءة سورة الإخلاص 25 مرة كل ليلة كتابة من القانتين إذا كان صاحبها أمي لا يجيد القراءة من كتاب الله تعالى ولا يحفظ منه شيء سواها.
وتابع في بيانه عمل يكتب من القانتين، إنه يستطيع الأمي الذي لا يحفظ من كتاب الله سوى قصار السور أن يقرأ قبل النوم ( قل هو الله أحد ) إلى آخرها ٢٥ مرة، وذلك لأن 4 آيات سورة الإخلاص مكررة 25 مرة تعدل مائة آية التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقراءتها حتى يكتب المسلم من القانتين.
وشدد على أن تكرير السورة الكريمة وارد في الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن أعظم الفوائد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة) رواه أحمد وهو حديث صحيح.
كما بين الداعية الأزهري أهمية أن يتبع هذه القراءة قراءة الأوراد النبوية الليلية والتحصينات النبوية كـ قراءة سورة الملك كل ليلة لأنها تمنع عن قارئها كل ليلة عذاب القبر، وقراءة آية الكرسي لأنها تحفظ المسلم من الشياطين، و قراءة سورة الكافرون لأنها براءة من الشرك.
اقرءوا المعوذات في دبر كل صلاة
ورد عَن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- قال: «أمرني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن اقرأ بالمعوذات دُبر كل صلاة». رواه أبو داود .
تقول دار الإفتاء المصرية، إنه قد وَرَدَ الأمرُ الرباني في الذكر عقب الصلاة مطلقًا في قول الله- سبحانه وتعالى-: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103].
قال الإمام علاء الدين السَّمَرْقَنْدِي في "تفسيره" (1/ 384، ط. دار الكتب العلمية): [﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ﴾ قال بعضهم: فإذا فرغتم من الصلاة ﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ﴾ بالقلب واللسان على أي حال كنتم ﴿قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ إن لم تستطيعوا القيام] اهـ.
وكذلك دلت ظواهر الأحاديث الشريفة على التسبيح والأذكار المطلوبة بعد الصلوات، ومن أصرحها حديث ثَوْبَان- رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وأما بخصوص قراءة آية الكرسي فإن فَضْلها عظيم، ونَفْعها عميم، وهي لِمَن قرأها حِصنٌ حَصِين، وقراءتها بعد كلِّ صلاة سببٌ مِن أسباب دخول جنات النعيم، كما أخبر بذلك سيد الأوَّلِين والآخِرين، عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثَ مِرَارٍ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا الْمَوْتُ» أخرجه الأئمة: الرُّويَانِي في "المسند"، والنسائي في "السنن الكبرى"، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"، والطبراني في مُعجَمَيه "الكبير" و"الأوسط".
وفي الباب عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، عن أبيه رضي الله عنه، عن جده سيدنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ فِي ذِمَّةِ اللهِ إِلَى الصَّلَاةِ الْأُخْرَى» أخرجه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير"، وقال الحافظ الهَيْثَمِي في "مجمع الزوائد" (10/ 102، ط. مكتبة القدسي): إسناده حسن.