يقدم جون سباركس، المراسل الدولي لصحيفة سكاي نيوز البريطانية، وصفًا مروعًا للوضع الإنساني المتردي في منطقة المواصي بغزة. فمع وجود ما يقرب من 1.9 مليون شخص محشورين في هذا الشريط الساحلي، يسلط سباركس الضوء على الاكتظاظ الشديد، وعدم كفاية البنية التحتية، وتدهور الظروف المعيشية.
يقدم تقرير سكاي نيوز البريطانية، دراسة متعمقة للأزمة، بالاعتماد على روايات شهود العيان وآراء الخبراء والملاحظات التفصيلية.
الأزمة الساحقة
أصبحت المواصي، وهي عبارة عن مجموعة من الحقول والمباني المدمرة، الملاذ الأخير للمدنيين في غزة وسط الصراع المتصاعد. ووفقا للجيش الإسرائيلي، فإن المنطقة تضم الآن ما يقرب من 1.9 مليون شخص.
على الرغم من أن إسرائيل تصنفها "منطقة إنسانية"، إلا أن منظمات الإغاثة تقول إنها ليست إنسانية ولا آمنة. وقد أدى الافتقار إلى البنية التحتية، إلى جانب الاكتظاظ الهائل، إلى خلق وضع كارثي.
الظروف المعيشية والمخاطر الصحية
يواجه سكان المواصي صعوبات لا يمكن تصورها. وأصبحت المنطقة، التي تفتقر إلى الطرق والمياه العذبة، بالوعة من مياه الصرف الصحي غير المعالجة والقمامة. وتنتشر رائحة الجثث المتحللة في البيئة، وقد أقيمت ملاجئ مؤقتة في مقبرة. وقد أدت الظروف القاسية إلى زيادة الأمراض، بما في ذلك شلل الأطفال والكوليرا، كما أفاد السكان المحليون وعمال الإغاثة.
يصف سكوت أندرسون، رئيس وكالة الأونروا في غزة، الوضع بأنه "مروع" ويشبهه بسيناريو الخيال العلمي البائس. ويؤكد وصفه خطورة الظروف، بما في ذلك أكوام الركام والقمامة ومياه الصرف الصحي غير المعالجة.
روايات شهود العيان
يقدم شهود عيان لمحة مؤثرة عن الحياة اليومية في المواصي. يعيش مصطفى أبو لولي وعائلته في خيمة مجاورة لكومة كبيرة من القمامة. ويعاني أطفاله من طفح جلدي شديد، وهو يأسف لنقص المساعدة الطبية. إن المحاولات اليائسة التي يبذلها السكان للتخفيف من آثار بيئتهم، مثل إشعال النيران لدرء البعوض، تسلط الضوء على واقعهم المرير.
الاستجابة الدولية
أطلع سكوت أندرسون وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي والمدعي العام ريتشارد هيرمر على الوضع، وحثهما على الدعوة إلى وقف إطلاق النار مع الحكومة الإسرائيلية. ومع ذلك، يؤكد أندرسون على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتخفيف المعاناة في المواصي. ويعتبر وقف إطلاق النار ضروريا لتحسين الظروف المعيشية ومعالجة الأزمة الإنسانية بشكل فعال.