ثبت في السنة النبوية وجود أماكن في المنزل تسكنها الشياطين، والجن قد تسكن البيوت إذا لم تكن يقرأ فيها القرآن، وروي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله شيطان»، وعن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الهوام من الجن -والهوام: ما له سم كالحية- فمن رأى في بيته شيئاً فليُحَرِّج عليه ثلاث مرات فإن عاد فليقتله فإنه شيطان»، وهذا يدل على أن الجن يسكن المنازل وعلينا أن حصن بيوتنا وانفسنا بقراءة القرآن الكريم، ولا يخاف أحد من هذه المخلوقات، فهي معنا ولا تضر بإذن الله تعالى، وورد أن التسمية «بسم الله الرحمن الرحيم» تحفظ الإنسان من شر الجن وأعوانه.
أماكن في المنزل تسكنها الشياطين
أولاً: الفراش الذي لا ينام عليه أحد لمده طويلة والفراش المبسوط، هذا الفراش سيستقله الشيطان ويسكنه وهذا ثابت في السنة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فِراشٌ للرجلِ، وَفراش لِأهلِه، وَالثالِث لِلضيْفِ، وَالرابِعُ لِلشيْطَانِ» ولذلك علينا طوي الفراش وتنفيضه.
ثانياً: الحمام: والكل يعلم هذا الأمر ويعتبر شيطان الحمام من أخبث الشياطين على الإطلاق لذلك علينا التحصن عند دخل الحمام وعدم الكلام داخله إلا عند الضرورة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتاها أحدكم فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث».
ثالثًا: الثياب المعلقة لفترة طويلة دون لبسها أو تنظيفها، وبما في ذلك التي تكون داخل الدولاب، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اطووا ثيابكم فإن الشيطان يسكن كل ثياب منشورة» ومعظمنا يفضل تعليق الثياب لتكون جاهزة وللتحصن من أي ضرر فيها نسمى الله تعالى قبل ارتدائها، وثبت عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا استجد ثوبا سماه باسمه: إما قميصا أو عمامة، ثم يقول: اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك من خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له. قال أبو نضرة: وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل له: تبلي ويخلف الله عز وجل».
وروي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: «إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا استجد ثوبا سماه باسمه فقال: اللهم أنت كسوتني هذا فلك الحمد أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له»
ويستحب أن نردد دعاء خلع الثوب عند خلع المسلم ثيابه، ويقول: «بسم الله الرحمن الرحيم»، وذلك لما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضعوا ثيابهم أن يقولوا بسم الله».
كيفية تحصين المنزل
ثبت في السنة النبوية أن آية الكرسي لها فضل عظيم في تحصين النفس من الأذى والجن، وتعد آية الكرسي أعظم آية في القرآن الكريم إضافة إلى عدد من الفضائلالكثيرةالأخرى، والتي وردت بها السنة النبوية، وآية الكرسيهيالآية 255 من سورة البقرة، و عُرفت بكونها سيدة القرآن الكريم، وقراءة آية الكرسيعبادة لله وراحة للقلب، وفيها توجد القاعدة الأساسية للدين الإسلامي التي هي معنى التوحيد الخالص لله -تعالى- وفيها أيضًا علاج للعديد من الأمراض الجسدية والنفسية، وكما أنها مكونةٌ من خمسين كلمةً فيها خمسون بركةً من الله، وهي من الآيات التي جمعت الكثير من أسماء الله ففيها 17 اسمًا لله -تعالى- منها الاسم الأعظم الذي لا يُرد دعاء المسلم عند الدعاء به.
ودلت السنة النبوية على فضل قراءة آية الكرسي دبر الصلاة، فروى أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: عن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ». أخرجه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني.
يوضح الحديث أن المداومة على قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة ويستمر على قراءتها يستحق الجنة والفاصل بينه وبينها هو الموت لأنه بالموت قد انقطع العمل واستحق الجزاء -الجنة-.
تحصين المنزل بآية الكرسي
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الشيطان يفر ويهرب عند سماع ذكر الله تعالى، وترديد الأذان وآية الكرسي 11 مرة، مستشهدًا بما روي عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما -: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مَبيت لكم ولا عَشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعَشاء» رواه مسلم.
وأضاف «جمعة» في فتوى له، أن السحر موجود في جميع الكتب المقدسة، كما أن جميع الأديان أقرت بوجود الحسد، ومن ناحية الواقع فالسحر والحسد من قبيل الطاقة السلبية ولهما أثر سيئ في الكون.
وتابع: إنه يمكن التعامل مع الحسد والسحر من خلال العلوم الشرعية، فالقرآن يتكلم عن هذا الملف ويقول: «إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا»، حيث إن الله تعالى أثبت أن الشيطان عدو وسلبي ومؤذٍ وكيده ضعيف ووسواس خناس أي أنه في حالة رعب مستمر من ابن آدم، مشيرًا إلى أن الشيطان يلقي طاقة سلبية في نفوس البشر ولهذا يهرب عند ذكر الله أي أنه يمكن القضاء عليه بأبسط الطرق.
تابع: إن الشيطان وأولاده يهربون من الأذان وهو موجود وله كيد ضعيف ويذهب بأقل ما يكون من ذكر الله، وهو يرى داخل الإنسان إن كان قويًا أو ضعيفًا، والضعف هنا يعني الجسم والشخصية والإيمان، مشددًا على أن الشيطان يفر من الإنسان القوي.
نوه المفتي السابق، بأن السلاح في مواجهة الشيطان حالة نفسية يجب أن يكون فيها قوة، لأن الشيطان ليس له سلطان على البشر بل يوسوس من الخارج، وجميع الظواهر المرئية بالعين المجردة مفسرة بأنه يوسوس ويمكن التعامل معه بذكر الله وتلاوة آية الكرسي 11 مرة وهي تجربة نفذها العلماء وكأن الألفاظ لها قوة وإيجابية تصنع ما يشبه الهالة تصد السلبية، كما أن سورة يس لما قُرئت لها أي أنها يمكن قراءتها للتحصين، كما أن الفاتحة رقية نرقي بها.
فضل آية الكرسي
ثمة فضائل عديدةٌلآية الكرسي، منها ما يأتي:
-أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاةٍ؛ حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ).
-أنها تحفظ القارئ لها من العين، والسحر، والمس؛ إذ إن الله- تعالى- جعلها حرزًا من الشيطان، والجن والسحرة، والمشعوذين، فمن قرأها في الصباح حفظه الله تعالى حتى المساء، ومن قرأها في المساء حفظه الله تعالى حتى الصباح.
-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأها عند النوم؛ ليدفع بها الشياطين.
-أنها احتوت على أسماءٍ من أسماء الله الحسنى، ومنها اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب.
فوائد آية الكرسي
1.من يقرأها في بيته تكون حارسة له وتُخرج منه الشيطان.
2. من يقرأها في الليل يخرج الشيطان من بيته ولا يدخله حتى يصبح.
3.من يقرأها فى الفراش قبل النوم عن نفسة أو عن أولاده يحفظهم الله -تعالى- ولا يقربهم الشيطان حتى يصبحوا، كما يبعد عنهم الكوابيس المزعجة.
4. من يقرأها فى الصباح قبل أن يخرج من بيته ومن ثم يقول بعدها يا حفيظ ثلاث مرات فسوف يكون فى حفظ الله تعالى إلى أن يعود
5. لمن يقرأها في الليل أو النهار بأي عدد (أقلها ثلاث مرات) تشرح الصدور وتكشف الهموم والغم والكربات وتحفظ النفس والأولاد والمال.
6. لقراءتها بعد كل صلاة مكتوبة أجر عظيم.