"نفسي في حتة كشك صغير اتعايش منه.. انا هنا بالفرشة دي ليا 3 سنين وكل يوم برزقه وربنا مبيسيبش حد"، بهذه الكلمات بدأت السيدة الستينية سعاد علي، ابنة قرية خارفة بمركز المنشاة جنوب محافظة سوهاج، حديثها مع موقع صدى البلد، مؤكدة أنها تُعاني منذ 3 سنوات أمام المدارس بالقرية من أجل جلب رزقها ولقمة العيش.
تقدم عدة خطوات نحو المدرسة الإبتدائية على طريق قرية خارفة بمركز المنشاة جنوب محافظة سوهاج، أقصى جنوب صعيد جمهورية مصر العربية، لترى سيدة في بداية العقد السادس من العُمر، قد رسم الزمان خطوط وجهها وعلم بحروف الحزن على ماء عنينها واسفلهما.
بائعة حلوى الأطفال بالمنشاة:" نفسي في معيشة"
تجلس وأمامها عدد ضئيل من عبوات البسكويت وحلوى الأطفال، تنتظر مرور أحد الأطفال ليشتري منها قطعة حلوى لا يتعدى سعرها الـ3 جنيهات، تخطف الشمس قطعة من روحها وهي تجلس أسفل شجرة تحاول أن تستظل بها، حاولت كثيرًا أن تعمل اعمالًا أخرى لكن ظروفها الصحية لكبر سنها لم تمكنها من ذلك.
واستكملت البائعة الستينية حديثها قائلة:" اروح فين بس ولا اعمل ايه اهو بحاول اجيب لقمتي وخلاص.. ربنا مبينساش حد ومفيش حد بينام من غير عشا.. هي أرزاق والحمدلله على الرزق اللي مكتوب لي أيام وبنعيشها وخلاص بس انا نفسي في معيشة اسيبها لأولادي من بعدي.. انا عندي شاب عنده حوالي 35 سنة مريض نفسي وعقلي وبيتوه مننا وندور عليه لحد ما نلقاه وهو محجوز في المصحة".
وتناشد بائعة حلوى الأطفال الستينية سعاد علي، عبر موقع صدى البلد، اللواء دكتور عبدالفتاح سراج، محافظ سوهاج الجديد، بأن ينظر لها بعين الرأفة وأن يجد لها باب رزق يكون لأولادها من بعدها، حتى يطمئن قلبها على لقمة أبناؤها بعد وفاتها ذات يوم.