في مغامرة علمية غير مسبوقة، اكتشف العلماء أنماطًا لم يسبق لها مثيل تحت جرف دوتسون الجليدي العائم في غرب القارة القطبية الجنوبية، هذه الاكتشافات جاءت عقب رحلة استكشافية هدفت إلى إنشاء الصورة الأكثر تفصيلاً على الإطلاق للجانب السفلي من النهر الجليدي.
رحلة استكشافية تحت الجليد
في عام 2022، غاصت مركبة يتم التحكم فيها عن بعد (ROV) لمسافة 10 أميال (17 كيلومترًا) تحت الجليد وسافرت أكثر من 600 ميل (1000 كيلومتر) على طول الجانب السفلي من الجليد.
هذه المغامرة العلمية كشفت عن أشكال دمعية غريبة تحت جرف دوتسون الجليدي، وأدى هذا الاكتشاف إلى نتائج أول دراسة من نوعها نشرت يوم الأربعاء (31 يوليو) في مجلة Science Advances.
وتقول آنا فالين، أستاذة علم المحيطات في جامعة جوتنبرج: "من أجل فهم دورة الجليد في القارة القطبية الجنوبية وكيفية انتقال الجليد من القارة إلى المحيط، نحتاج إلى فهم كيفية ذوبانه من الأسفل، وهي عملية لا تقل أهمية عن عملية نقل الجليد الأرضي إلى المحيط". هذا الفهم يساعد العلماء على توقع تأثيرات تغير المناخ بشكل أدق، خاصة فيما يتعلق بارتفاع مستويات سطح البحر.
جرف دوتسون الجليدي
يعد جرف دوتسون الجليدي كتلة ضخمة من الجليد العائم، يبلغ عرضها 30 ميلاً (50 كيلومترًا) ويزيد حجمها عن مدينة نيويورك بسبع مرات. يقع هذا الجرف على ساحل أرض ماري بيرد في غرب القارة القطبية الجنوبية وهو جزء من الغطاء الجليدي في هذه المنطقة، الذي يعاني من تفكك الأنهار الجليدية بشكل كبير.
مخاطر انهيار الجرف الجليدي
إذا انهار الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية بالكامل، فإن ذلك قد يتسبب في ارتفاع مستويات سطح البحر بنحو 11 قدمًا (3.4 مترًا). أظهرت دراسات سابقة أن التآكل المستمر لحواف الجرف الجليدي، نتيجة تسلل مياه المحيط الدافئة إلى جوانبه السفلية، يجعل انهياره في النهاية أمراً لا مفر منه.
وسعى الباحثون للتحقق بعمق من العمليات التي تهدد جرف دوتسون الجليدي، الذي يبلغ سمكه 1150 قدمًا (350 مترًا)، باستخدام مركبة تعمل عن بعد (ROV) لمسح الجانب السفلي من النهر الجليدي بواسطة السونار. هذه التقنية أسفرت عن إنشاء الصورة الأكثر اكتمالاً للجانب السفلي من النهر الجليدي حتى الآن.
كما كان متوقعًا، أظهر المسح أن الجليد يذوب بشكل أسرع عند النقاط التي تتآكل فيها قاعدته بفعل التيارات تحت الماء. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الشقوق التي تمر عبر الجليد في نقل الذوبان إلى السطح.
وبشكل غير متوقع، اكتشف الباحثون أن قاعدة الجليد ليست ناعمة، بل مغطاة بأشكال دمعية تخرج من القمم والوديان في الجليد. يصل طول بعض هذه الأشكال إلى 1300 قدم (400 متر). يعتقد الباحثون أن هذه الأنماط الغريبة تنشأ عن ذوبان غير متساوٍ حيث تتحرك المياه تحت تأثير دوران الأرض عبر الجانب السفلي من الجليد.