أفادت تقارير بأن الموساد الإسرائيلي اغتال إسماعيل هنية، القيادي السياسي البارز في حركة حماس، عن طريق زرع عبوة ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد بمقر إقامته في طهران.
ووفقا لما نشرته أكسيوس، يسلط هذا التطور الضوء على المدى العميق للمخابرات الإسرائيلية داخل إيران ويكشف عن نقاط الضعف في الأجهزة الأمنية الإيرانية.
بحسب مصادر متعددة أكدها موقع أكسيوس، فإن اغتيال هنية وقع مساء الثلاثاء. وتم تفجير العبوة الناسفة، التي تم زرعها في غرفة نوم هنية في منشأة حكومية إيرانية شديدة الحراسة، عن بعد. هذا الجهاز المتطور، الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي، تم تفعيله من قبل عملاء الموساد الذين كانوا على الأرض في إيران، بعد معلومات استخباراتية دقيقة حول موقع هنية.
تم الإبلاغ عن خبر وفاة هنية في البداية على أنه غارة جوية إسرائيلية، وتكهنت وسائل الإعلام الإيرانية بإطلاق الصواريخ، بما في ذلك ادعاءات بإطلاق صاروخ من خارج إيران.
ومع ذلك، فإن الطبيعة الحقيقية للعملية تكشف عن مستوى عالٍ من التخطيط والتنفيذ السري.
وتسلط العملية الضوء على القدرات الواسعة للاستخبارات الإسرائيلية وقدرتها على اختراق المناطق شديدة الحراسة.
ويشير نجاح الموساد في زرع الجهاز في مثل هذا الموقع الآمن إلى وجود نقاط ضعف كبيرة في التدابير الاستخباراتية والأمنية الإيرانية.
وبحسب ما ورد وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يشرف على عمليات الموساد، على الاغتيال في سياق المفاوضات الجارية لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة وضمان وقف إطلاق النار.
وكان الدافع وراء قرار اغتيال هنية جزئياً هو الاعتقاد بأن عملية اغتياله من شأنها أن تسهل التقدم في هذه المفاوضات.
أشارت المصادر إلى أن موقف هنية المتشدد يعيق التوصل إلى اتفاق محتمل، على النقيض من النهج الأكثر واقعية الذي يتبعه زعيم حماس يحيى السنوار في غزة.
يسلط الاغتيال الضوء على التحول الاستراتيجي والمدى الذي ترغب إسرائيل في الذهاب إليه للتأثير على ديناميكيات الصراع. وفي حين أن إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة أو الحلفاء الآخرين مقدمًا، فقد أطلعت المسؤولين الأمريكيين على العملية بعد وقت قصير من الإعلان عن عملية الاغتيال.
أعلن الحرس الثوري الإيراني فتح تحقيق في الحادث، ما يعكس خطورة الخلل الأمني. ولا تؤثر هذه العملية على المشهد السياسي المباشر فحسب، بل تشير أيضًا إلى تداعيات أوسع نطاقًا على العلاقات الإسرائيلية الإيرانية والصراع المستمر الذي يشمل حماس.
يمثل اغتيال إسماعيل هنية لحظة محورية في الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس، وهو ما يوضح التفاعل المعقد بين الاستخبارات والأمن والدبلوماسية. ومع تطور الوضع، سيراقب المجتمع الدولي عن كثب تداعيات هذه العملية عالية المخاطر وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي.