حرص زائرو ضريح العارف بالله الإمام محمد أحمد الفرغل الملقب بـ " سلطان الصعيد "، على الاحتفال بطريقته الخاصة في الليلة الختامية من الاحتفالات بمولده حاملين " النبوت "، للمشاركة في لعبة التحطيب والتي تعد من أهم العادات التي يحرص عليها الزائرين من مختلف محافظات الصعيد.
حيث يتجمع المئات من الزائرين في ساحة مسجد العارف بالله الإمام محمد أحمد الفرغل " سلطان الصعيد "، بعد صلاة العصر، حاملين كلا منهم " النبوت " للمشاركة في لعبة التحطيب ولكن بشكل جديد " التحطيب الافتراضي "، والتي شارك فيها عدد كبير من الحضور باللعب ولكن دون التفاعل الحقيقي مع اللعبة مكتفين باللعب الافتراضي عن طريق تلامس العصى دون استخدام القوة.
وكان اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط، زار ضريح العارف بالله محمد أحمد الفرغل، وأدى صلاة العصر بالمسجد وعقب خروجه استضافه أبناء طريقة الأشراف في خدمتهم، وأهدى أبناء الأشراف المحافظ وشاح أبناء السلطان الفرغل وعلق محافظ أسيوط قائلا :" أنا من الأشراف " وذلك في احتفالات الليلة الختامية بمولد سلطان الصعيد.
جدير بالذكر أن الاحتفالات تستمر حتى اليوم الأول من شهر أغسطس القادم، ويشارك في الليلة الختامية عدد كبير من المنشدين، بالإضافة إلى إقامة حلقات الذكر التي تنظمها الطرق الصوفية بمحيط مسجد سلطان الصعيد.
يذكر أن السلطان الفرغل هو محمد بن أحمد الشهير بالسلطان الفرغل، ولد في القرن التاسع الهجري بقرية بني سميع التابعة لمدينة أبوتيج بمحافظة أسيوط، ويقع ضريج ومسجد السلطان الفرغل بوسط مدينة أبوتيج من الناحية الشرقية بالقرب من النيل، وقد توفي السلطان الفرغل سنة 850 هجريا.
وعمل السلطان الفرغل، منذ صباه برعي الغنم والزراعة وعرف بالتقوى والورع، ولقب بسلطان الصعيد ينتهي نسبة إلى آل بيت سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وخاله هو العارف بالله الشيخ على الفيل أحد أولياء الله الصالحين وله ضريح يؤمه الزائرون بقرية بني سميع بمدينة أبوتيج.
ويرجع إطلاق لقب سلطان الصعيد عليه بسبب تمتعه بحب الصعايدة ولذلك كان يطلق عليه في القصر إنه معه مفتاح الصعيد لما يتمتع به من حب جارف، وفي إحدى المرات كان متواجدا بالقاهرة داخل ديوان السلطنة وقال للسلطان الحاكم "جقمق" والذي كان يحكم البلاد في عصر المماليك: "أنت وليت على البلاد فأعدل بين العباد" فرد عليه السلطان قائلا: "سمعا وطاعة يا سلطان الأولياء"، وكان رد السلطان عليه له مردودا كبيرا بين أهالي الصعيد زادهم حبا للإمام أحمد الفرغل وأصبح لقب سلطان الصعيد هو حديث كل أهالي الصعيد لدفاعه عن حقوقهم أمام سلطان البلاد ومطالبته بالعدل بينهم وبين سكان الوجه البحري.