في خطوة نادرة وخطيرة، تم الإعلان رسميًا عن المجاعة في منطقة دارفور بالسودان، مما يمثل تصعيدًا حادًا في الأزمة الإنسانية التي ابتليت بها المنطقة وسط الحرب الأهلية المستمرة.
وفقا لنيويورك تايمز، يسلط الإعلان، الذي أعلنته شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET) ولجنة مراجعة المجاعة، الضوء على الوضع المزري الذي يواجهه أكثر من نصف مليون نازح في مخيم زمزم بالقرب من الفاشر، شمال دارفور.
منذ يونيو، يعاني مخيم زمزم للنازحين، الذي تضخم لاستيعاب ما يقرب من 500 ألف شخص، من نقص حاد في الغذاء. وعلى الرغم من العدد الكبير لسكان المخيم، إلا أن المساعدات كانت شحيحة، وتدهور الوضع إلى درجة تم فيها الاعتراف رسميًا بظروف المجاعة.
يؤكد هذا الإعلان النادر مدى خطورة الأزمة، إذ لا يتم الإعلان عن المجاعة إلا وفق معايير صارمة. ويشمل ذلك 20% من الأسر التي تعاني من نقص حاد في الغذاء، و30% من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، ومعدل وفيات يبلغ شخصين بالغين أو أربعة أطفال لكل 10,000 فرد يوميًا بسبب سوء التغذية أو المجاعة.
يمتد إعلان المجاعة إلى ما هو أبعد من مخيم زمزم، حيث يظهر في مخيمين آخرين في الفاشر – أبو شوك والسلام – علامات انعدام الأمن الغذائي الشديد. ومع ذلك، ونظرًا لمحدودية الأدلة، لم يتم التأكد رسميًا بعد من أن هذه المناطق تعاني من المجاعة.
يعد الإعلان في دارفور هو الأول من نوعه في أفريقيا منذ المجاعة في جنوب السودان في عام 2020. وبينما من المتوقع حدوث أزمات مماثلة في الصومال وغزة، إلا أنها لم تصل بعد إلى عتبة إعلان المجاعة رسميًا.
تفاقمت الأزمة في دارفور بسبب الحرب الأهلية المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، والتي بدأت في أبريل 2023. واشتد الصراع، لا سيما منذ أبريل 2024، مع قيام قوات الدعم السريع بفرض حصار على الفاشر وإقليم دارفور. أدى ذلك إلى تدمير واسع النطاق للمرافق الصحية والأراضي الزراعية والبنية التحتية الأساسية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الغذائية وعرقلة جهود المساعدات الإنسانية.
يواجه السودان حاليًا أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يعاني أكثر من 50٪ من سكانه البالغ عددهم 48 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي. بالإضافة إلى ذلك، تواجه البلاد أزمة النزوح الأكثر خطورة في العالم، حيث نزح أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا أو أجبروا على الفرار إلى البلدان المجاورة.