يشكل اغتيال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، بعد وقت قصير من أداء الرئيس مسعود بيزشكيان اليمين الدستورية، تحدياً كبيراً لإيران.

ويُنظر إلى الهجوم، الذي وقع في طهران خلال حدث رفيع المستوى، على أنه إذلال خطير للحكومة الإيرانية وتذكير صارخ بنقاط الضعف داخل أجهزتها الأمنية.

إستراتيجيات الانتقام: المخاطر والعواقب

وفقا لنيويورك تايمز، سيكون رد إيران على هذا الحادث محورياً في تشكيل المشهد الأمني ​​الإقليمي.

تشمل خيارات الانتقام ما يلي:

العمل العسكري المباشر: قد تختار إيران توجيه ضربات صاروخية ضد إسرائيل، مما قد يؤدي إلى تصعيد الصراع. ويخاطر هذا النهج باستقطاب قوات دولية وتوسيع نطاق الحرب.

دعم الحلفاء الإقليميين: يمكن لإيران أن تكثف دعمها لحزب الله والحوثيين، مما يؤدي إلى المزيد من الهجمات على الحدود الشمالية لإسرائيل أو زيادة العدوان في البحر الأحمر.

الطموحات النووية: الخيار الأكثر جذرية ينطوي على تسريع برنامج الأسلحة النووية الإيراني. وقد حافظت إيران منذ فترة طويلة على سياسة تطوير الوقود النووي دون الدخول في مرحلة التسلح. ومع ذلك، فإن التوترات المتزايدة الأخيرة والانتقام المحتمل قد يدفعان إيران إلى الاقتراب من اتخاذ خطوة حاسمة نحو تطوير الأسلحة النووية.

أي تصعيد قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة المضطربة بالفعل. فالهجمات المباشرة يمكن أن تؤدي إلى ضربات مضادة من جانب إسرائيل، في حين أن دعم الجماعات الوكيلة قد يؤدي إلى صراعات إقليمية أوسع. كما يمكن أن يصبح تورط القوات الأمريكية، وخاصة في الحفاظ على الممرات البحرية المفتوحة في البحر الأحمر، عاملاً مهمًا في الأزمة.

كما أدى الاغتيال إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية. تبدو احتمالات إحياء مفاوضات الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة بعيدة بشكل متزايد. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية وعودة الرئيس السابق ترامب المحتملة، يظل المشهد الدبلوماسي غامضا.

وعلى الصعيد المحلي، قد تكون قدرة الرئيس بيزشكيان على إدارة الوضع والتأثير على الاستجابة محدودة، نظراً لتوليه منصبه مؤخراً وافتقاره إلى الخبرة السابقة في المسائل الأمنية.

إن رد إيران على اغتيال هنية سوف يكون حاسماً في تحديد ما إذا كانت المنطقة سوف تغرق في صراع أعمق أو ما إذا كان من الممكن الحفاظ على التوازن غير المستقر. إن الخيارات التي سيتم اتخاذها في الأيام المقبلة سيكون لها آثار كبيرة على الاستقرار الإقليمي والجهود الدبلوماسية الدولية.