منعت تركيا تعاون الناتو مع إسرائيل، منذ أكتوبر الماضي وهي خطوة مهمة تعكس تعمق الخلاف بين البلدين وسط الصراع المستمر في غزة. وكشفت مصادر مطلعة على الوضع أن تركيا فرضت حق النقض على جميع تعاملات الناتو مع إسرائيل، بما في ذلك الاجتماعات والتدريبات المشتركة.
ووفقا للجارديان، يمثل هذا القرار تحولا صارخا عن التعاون السابق ويؤكد موقف تركيا القوي ضد الأعمال العسكرية الإسرائيلية.
تتمتع إسرائيل، الشريك في حلف شمال الأطلسي، تاريخيا بعلاقات وثيقة مع الحلف، وخاصة مع أكبر حليف لها، الولايات المتحدة. إلا أن موقف تركيا تغير بشكل كبير منذ تصاعد العنف في غزة، والذي بدأ في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية في أكتوبر. وقبل ذلك، كانت تركيا تعمل بنشاط على إصلاح علاقتها المتوترة تاريخياً مع إسرائيل.
كان رد فعل أنقرة على العمليات الإسرائيلية في غزة عنيفاً. أدانت تركيا تصرفات إسرائيل ووصفتها بأنها إبادة جماعية وأوقفت جميع التجارة الثنائية مع البلاد. بالإضافة إلى ذلك، انتقدت تركيا العديد من الحلفاء الغربيين لدعمهم لإسرائيل، مما زاد من توتر العلاقات الدبلوماسية.
ووفقاً لمصادر تحدثت للجارديان، تعتبر تركيا تصرفات إسرائيل في غزة انتهاكاً للمبادئ التأسيسية لحلف شمال الأطلسي، مما أدى إلى قرارها بمنع أي شكل من أشكال تعاون الناتو مع إسرائيل.
يمثل الفيتو التركي تحديًا كبيرًا لوحدة الناتو وعلاقته مع إسرائيل وتسلط هذه الخطوة الضوء على التوترات الجيوسياسية الأوسع التي تؤثر على التحالف وتعكس الديناميكيات المعقدة بين الدول الأعضاء وشركائها الخارجيين. ومع استمرار الصراع، فإن قدرة حلف شمال الأطلسي على التغلب على هذه التحديات ستكون حاسمة للحفاظ على تماسكه العملياتي ومعالجة مخاوف أعضائه.
تشير الدكتورة إميلي كارتر، خبيرة الناتو، إلى أن “تصرفات تركيا تؤكد الانقسام المتزايد داخل التحالف فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل وغزة. ولا يؤدي هذا الوضع إلى تعقيد علاقة الناتو مع إسرائيل فحسب، بل يكشف أيضًا عن التوترات الكامنة داخل الحلف حول كيفية معالجة الصراعات العالمية.
وبالمثل، يعلق البروفيسور أحمد يوسف، المتخصص في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، قائلاً: “موقف تركيا هو انعكاس لمصالحها الاستراتيجية الأوسع ودورها في السياسة الإقليمية. ومن المرجح أن يكون لهذا التطور آثار دائمة على الاستراتيجيات الدبلوماسية والعملياتية لحلف شمال الأطلسي.