لطالما كانت حلايب وشلاتين المركز الأول لسوق الإبل في مصر، حيث حافظ مثلث حلايب على مكانته لسنوات طويلة كأحد أهم دروب قوافل الإبل القادمة من القارة الأفريقية إلى مصر.
هذه السوق، التي كانت نقطة التقاء القوافل المحملة بالخيرات من جنوب الوادي وشرق أفريقيا إلى شماله، تشهد اليوم تغييرات عديدة بعد سنوات من الأهمية الكبيرة التي احتفظت بها.
دروب الإبل ومساراتها التقليدية
كانت الإبل تقطع مسافات طويلة عبر المدن والصحاري المختلفة، حيث كانت تمثل الوسيلة الأساسية للنقل بين مثلث حلايب وصعيد مصر.
من عيذاب، كانت القوافل العيذابية تنطلق محملة بالبضائع التي كانت تصل من الهند عبر الميناء، في مشهد تاريخي طواه النسيان لدى الكثيرين.
حتى وقت قريب، كانت الإبل الوسيلة الوحيدة والرئيسية لضمان التنقل لسكان المثلث، حيث كان المسافرون ينتظرون "الدبوكة" والقوافل المتجهة إلى أسوان لركوب الإبل في رحلة تستغرق ما لا يقل عن ستة أيام.
كانت هذه الرحلات منظمة بدقة، مع مراعاة الاستراحات والمحطات التي كانت تتوقف عندها القوافل.
الثقافة البجاوية وتسميات الإبل
في الثقافة البجاوية المحلية، يُعرف الجمل بالـ"كام"، حيث يُطلق على الذكر "أوكام" وعلى الأنثى "توكام".
هذه التسميات تعكس التراث الثقافي الغني للمنطقة والتقاليد القديمة المرتبطة بالإبل واستخداماتها.
تمثل الإبل جزءًا لا يتجزأ من حياة السكان في مثلث حلايب، حيث كانت توفر وسيلة للنقل ومصدرًا للرزق.
التحديات والآفاق المستقبلية
مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، بدأت وسائل النقل الحديثة تحل محل الإبل تدريجيًا، مما أثر على أهمية سوق الإبل في حلايب وشلاتين.
ومع ذلك، لا يزال هناك اهتمام كبير بحفظ هذا التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة، حيث تعتبر الإبل رمزًا لتاريخ طويل من التجارة والنقل عبر الصحراء.