يعيش العالم واقع التحول نحو صناعة تُحركها الطاقة النظيفة، مما يؤدي إلى إنتاج منتجات متطورة وصديقة للبيئة، ويُعتبر الاندماج في هذا التحول الطريق الحتمي لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تتجه الصناعات التقليدية نحو الانقراض خلال السنوات القليلة القادمة.

135مليون يورو من بنك الاستثمار الأوروبي

وأوضحت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في تقرير لها، جهود الوزارة لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع شركاء التنمية من خلال التعاون الثنائي متعدد الأطراف لتحقيق صناعة مستدامة.

وأشار التقرير إلى التوقيع مؤخراً على مشروع "الصناعة الخضراء المستدامة" خلال مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي.

يُموَّل المشروع بقرض ميسر من بنك الاستثمار الأوروبي بقيمة 135 مليون يورو، وبمنحة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 30 مليون يورو تُدار من قبل بنك الاستثمار الأوروبي.

يعد هذا المشروع امتداداً لبرامج ممولة من شركاء التنمية الأوروبيين، بدءاً من برنامج "مكافحة التلوث الصناعي" بمراحله الثلاثة.

ويهدف البرنامج إلى دعم التحول الأخضر في مجال الصناعة، من خلال تطبيق الإجراءات المتعلقة بتغير المناخ والاستدامة البيئية في القطاع الصناعي.

ويشمل المشروع جميع محافظات الدولة بهدف القضاء على التلوث الصناعي، وإزالة الكربون من القطاع باستخدام الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والغاز الحيوي.

كما أوضح التقرير أنه في ضوء الحزمة التمويلية الموجهة لجمهورية مصر العربية ضمن ترفيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، تم التوقيع على المرحلة الأولى من مذكرة التفاهم الخاصة بآلية "مساندة الاقتصاد الكلي ودعم عجز الموازنة" بقيمة مليار يورو.

وتهدف هذه المذكرة إلى تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الهيكلية والسياسات والإجراءات لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري، تحسين مناخ الأعمال، دعم صمود واستقرار الاقتصاد الكلي، ودفع التحول الأخضر.

وتمثل هذه المحاور الثلاث الركائز الأساسية لبرامج دعم الموازنة الممولة من البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي والعديد من شركاء التنمية.

من جانبه، قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن من أهم الاستثمارات هي الاستثمارات الخضراء، لأنها تحافظ على صحة الإنسان من التلوث.

ومن أبرز هذه الاستثمارات استضافة مؤتمر قمة المناخ الذي عُقد في شرم الشيخ.

وزيرة البيئة تبحث الفرص الاستثمارية الواعدة في مجال الصناعة الخضراء

توقيع اتفاقية برنامج الصناعة المستدامة الخضراء مع الاتحاد الأوروبى وبنك الاستثمار

وأضاف عبده، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه يُفضل عدم استخدام السيارات التي تعمل بالبنزين في شرم الشيخ لتجنب تلوث الهواء، وبدلاً من ذلك يجب تشغيلها بمواد صديقة للبيئة. كما أكد ضرورة أن تكون المشروعات الاستثمارية قائمة على المشروعات الخضراء للحفاظ على صحة الإنسان والبيئة.

وأشار عبده إلى أن العالم بأسره أصبح يعتمد بشكل متزايد على المشروعات الخضراء، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر.

وذكر أن هناك تراجعًا كبيرًا في استخدام الوقود التقليدي بسبب نقص توفره، نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية.