في عالم تتسارع فيه تكنولوجيا التلاعب الرقمي، بات من الصعب التفريق بين الحقيقة والخداع. لطالما كان برنامج فوتوشوب أداة قوية للتلاعب بالصور، لكن الآن، مع ظهور أدوات تلاعب الفيديو والصوت، أصبح الأمر أكثر تعقيدًا.
هذا ما اكتشفته شركة فيراري عندما كاد أحد المحتالين أن يخدعها عبر انتحال شخصية رئيسها التنفيذي «بينيديتو فيجنا».
اختراق شركة فيراري
وفقًا لتقرير بلومبرج، حاول المحتال الاتصال بأحد المسؤولين التنفيذيين في فيراري عبر رسائل واتساب ومكالمة هاتفية، مدعيًا أنه فيجنا.
لكن رسائل واتساب لم تأت من الرقم المعتاد للرئيس التنفيذي، مما أثار شكوك المدير التنفيذي، الذي لم يُكشف عن اسمه.
ورغم أن المحتال قد تمكن من تقليد صوت فيجنا بدقة، إلا أن المدير التنفيذي لاحظ بعض التناقضات أثناء المكالمة.
تجلى الذكاء الحذر للمدير التنفيذي عندما طلب من المحتال ذكر عنوان كتاب أوصى به فيجنا مؤخرًا.
عندما لم يستطع المحتال الإجابة، أغلق الهاتف، مما كشف زيفه، وكانت الرسائل التي أرسلها المحتال تتعلق بـ "عملية استحواذ كبيرة" تتطلب "أقصى درجات التقدير"، لكن هدفه الحقيقي لم يتضح بعد.
التطور التكنولوجي وزيادة عمليات الاحتيال
مع تطور التكنولوجيا، من المحتمل أن نشهد زيادة في عمليات الاحتيال التي تستخدم تقنيات التلاعب الصوتي.
في عالم السيارات، الذي يعد صناعة عالمية شديدة التنافسية، يمكن أن يكون هناك نواقل هجوم جديدة يتعين على الشركات توخي الحذر منها.
تحتاج الشركات إلى اتخاذ خطوات جديدة لتدريب موظفيها على اكتشاف المكالمات الهاتفية والرسائل النصية المزيفة، تمامًا كما يتم تدريبهم على تجنب رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية.
في نهاية المطاف، قد يكون الخيار الأكثر أمانًا هو عدم الرد على المكالمات أو الرسائل غير الموثوقة، والبحث عن ملاذ بعيد عن هذه التهديدات الرقمية.