تكثر التساؤلات دوما حول مستجدات أسعار الذهب باعتباره ملاذا آمنا يلجأ إليه المواطنون.
تحولات اقتصادية
قال المهندس لطفي منيب نائب رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية بالقاهرة، إن العام الماضي شهدت مصر تحولات اقتصادية أثرت نتيجتها علي تزايد الاتجاه نحو سحب كثير من المدخرين لأموالهم من البنوك والتوجه لشراء الذهب.
وتابع، هذا التحرك جاء كنتيجة لكون أسعار الفائدة المعروضة في البنوك، كانت أقل من معدلات التضخم في الأسواق، وكذلك أقل من مقدار الزيادة في سعر الدولار في الأسواق، مما دفع العديد من الأفراد إلى شراء الذهب خلال هذه الفترة بصورتيه السبائك والجنيهات للحفاظ على قيمة المدخرات، وبالتالي زاد الاستيراد لتلبية وتغطية تلك الطلبات.
وأضاف نائب رئيس شعبة الذهب، فى العام الجاري 2024، شهد سعر الذهب في مصر حالة من الاستقرار نتيجة ثبات سعر صرف الدولار، بل على العكس تراجع من ٤٢٠٠ جنيه جرام عيار ٢١ إلى ٣٢٠٠ جنيه تقريبًا للجرام بعد القرارات الاقتصادية في مارس ٢٠٢٤ والتي تم بها القضاء علي السوق الموازي للدولار، وهو الأمر الذي جعل الناس تعيد توجهها إلى الاستثمار في الشهادات البنكية التي تحقق لهم عوائد علي مدخراتهم، مبتعدين عن شراء الذهب للتخزين في صورة السبائك والجنيهات.
وأضاف، بالنسبة لشراء المشغولات الذهبية للزينة فأن سوق الذهب قد شهد تراجعًا واضحًا في أرقام المبيعات هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة للظروف الاقتصادية الراهنة لدى الناس نتيجة لارتفاعات أسعار السلع والتي جعلت اهتمامهم الأول السعي لتوفير الاحتياجات الأساسية، والمشغولات الذهبية تعتبر كماليات وليست أولويات، لذلك تراجع أيضًا الطلب علي المشغولات الذهبية هذا العام.
ماذا عن البيع والشراء؟
تراقب شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية بالقاهرة عن كثب حالة التغيرات المفاجئة التي تشهدها الأسواق العالمية والتي تؤثر بدورها على أسعار الذهب العالمية والمحلية، إذ بدأ الذهب ارتفاعات جديدة على المستوى العالمي ليصل إلى 2420 دولارا الآن.
وأوضح المهندس هاني ميلاد جيد رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية بالقاهرة، أن الأمر أصبح في غاية التعقيد ويدفع بشدة نحو ارتفاع أسعار الذهب عالميا، موضحا أنه في ظل مراقبة العالم لأحداث معركة الانتخابات الأمريكية المشتعلة، يتوقع الخبراء تأثر سعر الذهب نحو الارتفاع في حالة عودة ترامب مرة أخرى لكرسي الرئاسة، وما يعنيه ذلك من احتمالية انخفاض سعر الدولار، وبالتالي ارتفاع سعر الدهب كمخزن قيمة بديل عن الدولار ويرتبط به ارتباطا عكسيا.
وأشار إلى أنه بالإضافة لترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة على الدولار، تلقي الحرب الروسية الأوكرانية ظلالا ثقيلة على الاقتصاد الدولي وعلى الذهب بصفة خاصة مع تزايد إقبال البنوك المركزية للدول الكبرى على شرائه والتخلص من المخزون الدولاري بتحويله إلى مخزون من الذهب.
وأكد ميلاد، ضرورة التأني في اتخاذ قرارات البيع والشراء في ظل هذه التغيرات الحادة على جميع المستويات، ما يجعل التوقعات بالنسبة للذهب في أواخر 2024 تسير نحو الزيادةبشكلكبير.
توقعات أسعار الذهب
وقال أبو بكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إنه يتوقع أن يواصل سعر الذهب ارتفاعه القياسي في النصف الثاني من العام بعد ارتفاعه في النصف الأول بأكثر من 15% في اعلي مستوي له منذ جائحة كورونا بسبب زيادة الطلب على الملاذات الآمنة وسط الصراعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والعدوان الاسرائيلي علي قطاع غزة وحرب أوكرانيا فضلاً عن عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية وخاصة في الصين .
وأضاف لـ"صدى البلد ": يأتي ذلك رغم إبقاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة مرتفعة وقوة الدولار والتباين في عوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات وفي حيازات صناديق الاستثمار المتداولة وأسعار الذهب.
وتابع: من المتوقع أن يصل متوسط سعر الذهب إلى مستوى 2300 دولار للأونصة مع انتهاء الربع الثالث من عام 2024 والي مستوى 3 الاف دولار خلال السنوات الخمس المقبلة .
وتابع : في مصر تخطط شركات محلية وعالمية لزيادة الاستثمار في التنقيب عن الذهب بدعم من الجهود الحكومية الرامية إلى زيادة الاستثمارات في قطاع التعدين بشكل عام فضلا عن ارتفاع أسعار المعدن الأصفر في الأسواق العالمية.
وأردف: سجلت صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب تدفقات صافية من الذهب للشهر الثاني على التوالي في يونيو ومع قيادة الصناديق الأوروبية ارتفع صافي الحيازات على مستوى العالم بمقدار 17.5 طن الشهر الماضي وكان شهر مايو هو الشهر الأول من التدفقات الإيجابية إلى هذه الصناديق المتداولة منذ 12 شهرا.