صرح خبير التنمية البشرية عماد طلعت أن هناك من يسيء استغلال مفهوم "اللايف كوتش" لأغراض مادية، مشيرًا إلى حادثة وقعت له مع سيدة تدعي أنها "لايف كوتش" وتروج لنفسها بأنها "مخاوية جن"، وتطلب 2000 جنيه للجلسة الواحدة. وأوضح طلعت أنه تحدث مع طبيبة نفسية متميزة حول هذه الواقعة، حيث أعربت عن دهشتها من هذه الأسعار الباهظة قائلة: "احنا بقالنا سنين في المجال ده ومنقدرش نعمل جلسة بالأسعار دي".
وخلال حديثه في برنامج "الخلاصة" المذاع على قناة "المحور"، أوضح طلعت أن مفهوم التنمية البشرية هو تطوير الأفراد وتحسين قدراتهم للوصول إلى الأفضل. وأكد أن التنمية البشرية تهدف إلى التعامل مع الأشخاص السليمين وليس المرضى، مشددًا على ضرورة توجيه الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج نفسي إلى الأطباء المختصين بدلاً من محاولة تقديم العلاج بدون الخبرة اللازمة.
وأشار طلعت إلى أن البعض يحاول الدخول في مجال "اللايف كوتشينج" أو التنمية البشرية دون المعرفة الكافية، مما قد يؤدي إلى تدخل غير مهني قد يضر بالأفراد. وأوضح أن قراءة كتاب أو اثنين لا تؤهل الشخص لتقديم الاستشارات أو العلاج، مشددًا على أهمية التخصص والخبرة في هذا المجال.
وفي الختام، دعا عماد طلعت إلى ضرورة التمييز بين الخبراء الحقيقيين في التنمية البشرية وبين من يستغلون هذا المجال لأغراض مادية، مؤكدًا على أهمية الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية في تقديم الاستشارات والتوجيه.
استشاري طب نفسي: انتشار الوظائف الوهمية خطر يهدد المجتمع المصري
قال جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن مصر ابتليت منذ انتشار السوشيال ميديا بمجموعة من الوظائف الوهمية التي أصبحت تؤثر بشكل سلبي على عقول الناس.
وأضاف "فرويز"، أن البلاد تواجه وباءً سرطانيًا يتمثل في انتشار مسميات مهنية غير معترف بها رسمياً مثل "اللايف كوتش" و"خبير تنمية بشرية" و"محكم دولي" و"سفير النوايا الحسنة".
وأشار إلى أن هناك فرقاً واضحاً بين المسميات المهنية المعترف بها رسمياً وتلك الوهمية، مستشهداً بمثال المحامين الذين يحصلون على لقبهم من نقابة المحامين بشكل رسمي. في المقابل، تساءل عن الجهة التي تمنح الألقاب مثل "اللايف كوتش" أو "خبير الطاقة"، مؤكداً أن هذه المسميات تفتقر إلى الأسس العلمية والرسمية.
وأكد أن هذه الظاهرة بدأت منذ 10 إلى 15 سنة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، مشدداً على أن هذه الوظائف تضلل الناس وتستغل حاجتهم للتوجيه والإرشاد.
وأعرب عن استغرابه من بعض الألقاب مثل "مفسر الأحلام" و"جلب الحبيب ورد المطلقة في 10 أيام"، متسائلاً عن مصداقية هذه الألقاب ومدى تأثيرها السلبي على المجتمع.
وفي حديثه عن "اللايف كوتش"، قال فرويز: "إذا أردت أن أجعل ابنتي طبيبة، أدخلها كلية الطب، وإذا أردتها ممرضة، أدخلها المعهد العالي للتمريض، لكن إذا أردتها لايف كوتش، إلى أين أدخلها؟" مؤكداً أن هذه التساؤلات تعكس الحاجة الملحة لوضع ضوابط ومعايير واضحة لهذه المسميات.
وختم فرويز حديثه بالتحذير من تبني هذه الألقاب دون استناد إلى معرفة أو تعليم حقيقي، مشيراً إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى انتشار الجهل والتضليل بين الناس، ومؤكداً على ضرورة التوعية بخطورة هذه الظاهرة والتصدي لها من خلال تعزيز دور الجهات الرسمية في منح الألقاب المهنية.