كان اغتيال إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، سبباً في إشعال التوترات في الشرق الأوسط من جديد، وفقا لما يقوله الكاتب البريطاني سيمون تيسدال في مقالته بصحيفة الجارديان.
وبحسب الكاتب، في حين أن الحكومة الإسرائيلية قد تنظر إلى هذا باعتباره انتقاما لهجوم 7 أكتوبر، فمن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تصعيد الوضع المضطرب بالفعل بشكل أكبر. ومن المرجح أن ينظر المتشددون في إيران والجماعات المسلحة في مختلف أنحاء العالم العربي إلى مقتل هنية، الذي تم تدبيره في طهران، باعتباره تأكيداً لاعتقادهم بأن إسرائيل تشكل تهديداً وجودياً يجب القضاء عليه.
أكد الكاتب البريطاني سيمون تيسدال، أن دورة العنف المستمرة تواجه خطر التسارع. ويمتد تأثير الصراع إلى ما هو أبعد من غزة، ليؤثر على لبنان وسوريا والعراق واليمن ومصر والأردن.
واتهم المقال المجتمع الدولي، بما في ذلك واشنطن ولندن، في التورط في التداعيات، في حين تظل الأمم المتحدة غير فعالة إلى حد كبير في الحد من العنف. ويسلط هذا الاضطراب المستمر الضوء على السمية الواسعة النطاق للصراع في غزة.
اختارت إسرائيل مرة أخرى اتخاذ تدابير خارج نطاق القضاء، في أعقاب النمط الذي شوهد في العمليات السرية السابقة، مثل الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق في أبريل.
ويواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قاد الحملة العدوانية ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، التدقيق والمساءلة المحتملة. ولكن على الرغم من الجهود التي يبذلها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لا تزال هناك عقبات كبيرة قائمة، وقد يصبح نتنياهو نفسه هدفاً.
يؤدي مقتل القائد البارز في حزب الله فؤاد شكر في وقت واحد في غارة جوية إسرائيلية في جنوب بيروت إلى تفاقم الوضع. وبحسب ما ورد يأتي هذا الإجراء ردًا على هجوم صاروخي مزعوم لحزب الله أدى إلى سقوط ضحايا في مرتفعات الجولان. وقد صرح زعيم حزب الله حسن نصر الله بأن الهجمات عبر الحدود سوف تتوقف مع وقف إطلاق النار في غزة، وهو الاحتمال الذي أصبح أكثر بعداً بعد اغتيال هنية.
أسفرت الغارة الجوية الأخيرة في بيروت عن مقتل طفلين وإصابة 74 آخرين، بحسب مسؤولين لبنانيين. ويسلط هذا الحدث، وسط الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة، الضوء على الخسائر الإنسانية الجسيمة الناجمة عن الصراع. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 15 ألف فلسطيني في غزة، وكل مأساة جديدة بالكاد تؤثر على السرد الأوسع.
تشير الأعمال العسكرية الإسرائيلية الأوسع نطاقاً، بما في ذلك التفجيرات الأخيرة في ميناء الحديدة اليمني على البحر الأحمر رداً على هجمات الطائرات بدون طيار التي يشنها المسلحون الحوثيون المدعومين من طهران، إلى صراع إقليمي قد تجد إسرائيل نفسها صعوبة في احتوائه. ويشير موقف نتنياهو العدواني، بما في ذلك إعلانه عن امتداد نفوذ إسرائيل عبر المنطقة، إلى حرب متصاعدة قد لا تتمكن إسرائيل في النهاية من الفوز بها.
على الرغم من التحديات التي يبدو أنها لا يمكن التغلب عليها، فإن الحل يظل بسيطا: وقف إطلاق النار، ووقف القتل، ومعالجة الأزمة الإنسانية.