قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

مخبأ سري من الحرب الباردة وجدران مضادة للقنابل النووية تحت مدينة برمنغهام البريطانية

×

يكمن تحت شوارع مدينة برمنغهام البريطانية، على عمق 115 قدمًا، مخبأ سري يعود تاريخه إلى حقبة الحرب الباردة.

ويمتد هذا المخبأ المعقد، الذي يتميز بجدران مقاومة للقنابل النووية وأنفاق إسمنتية تمتد لأميال، من برج "بي تي" إلى منطقة ساوث سايد وخارجها.

تم بناء هذه الشبكة السرية في الخمسينيات من القرن الماضي لحماية بريطانيا من هجوم نووي محتمل. وتظل مداخلها مخفية جيدًا لدرجة أن قلة قليلة فقط تعرف كيفية الوصول إليها.

أطلق على هذا المخبأ اسم "أنكور"، تيمنًا بعلامة صناعة المجوهرات الشهيرة في برمنغهام، وكان هدفه حماية شبكات الاتصالات البريطانية من القصف خلال الحرب الباردة.

ولا تزال شركة "بي تي" للاتصالات تستخدم الأنفاق حتى اليوم لربط خطوط الاتصالات الحديثة، وفقًا لما ذكرته صحيفة "برمنغهام لايف".

وكان المخبأ السري يضم في السابق مولدات ومعدات لتوليد الطاقة، مما يضمن استمرار عمل مركز الاتصالات - الواقع في الطابق العلوي - لأشهر في حال وقوع هجوم.

وكان يشرف على تشغيل بنوك ضخمة من معدات الاتصالات حوالي 20 مشرفًا مدربًا. لكن مع حلول الثمانينيات، أصبحت معظم هذه المعدات قديمة بسبب التقدم التكنولوجي في مجال الاتصالات.

لا تزال العديد من الغرف القديمة التي كانت تضم المعدات سليمة حتى اليوم، بما في ذلك قاعة طعام وغرفة فوضى مخيفة كانت تحتوي في السابق على طاولات بلياردو.

ومن المرجح أن تظل هذه الأنفاق، المغلقة تمامًا أمام الجمهور، ذات صلة لسنوات قادمة، حيث أنها تضم ​​أيضًا كابلات حيوية تحافظ على عمل شبكة اتصالات المدينة.

يُذكر أن هذا المخبأ ليس الوحيد من نوعه في بريطانيا، فهناك أيضًا "بير تري هاوس" في جنوب لندن، والذي كان سيوفر ملجأ للمسؤولين المحليين في حال نشوب حرب نووية.

وكان من المخطط أن يعيش موظفو الخدمة المدنية وغيرهم من المسؤولين في هذا المبنى تحت الأرضي المكون من 18 غرفة، على أن تُغلق خلفهم بوابة مقاومة للانفجارات.

تم بناء "بير تري هاوس" في عام 1966، وكان مُصممًا لتوفير الأمان لمسؤولي الحكومة المحلية في حال وقوع هجوم نووي.

وكان سيتوجب على المتواجدين في "بير تري هاوس" مواصلة أداء المهام المدنية في حال تعرضت بريطانيا لهجوم نووي.

يُذكر أن "بير تري هاوس" كان يحتوي على غرفة للمستشارين العلميين لمراقبة مستويات الإشعاع النووي في جميع أنحاء المدينة، بالإضافة إلى مرافق أساسية مثل قاعة طعام ودورات مياه.

وقد استهدفت جماعات مناهضة للأسلحة النووية "بير تري هاوس" لاحقًا، واستخدمته هيئة إطفاء لندن والدفاع المدني كمركز للطوارئ حتى أوائل التسعينيات.

إن وجود مثل هذه المخابئ المرعبة هو بمثابة تذكير قوي بعصر كان فيه القلق من اندلاع حرب نووية في أوجه، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة حول العالم، وخاصة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا.