ألقى فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد، مفتي الديار الهندية والأمين العام لجمعية علماء أهل السنة والجماعة بالهند، كلمة في الجلسة العلمية الثالثة من المؤتمر العالمي التاسع للإفتاء.

وتناول الشيخ أحمد في كلمته مجموعة من القضايا الهامة المتعلقة بالفتوى ومنهجيتها والتحديات التي تواجهها في العصر الحديث.

وقال فضيلة الشيخ أبوبكر أحمد: "من المعروف أن الصحابة رضوان الله عليهم ومن جاء بعدهم من التابعين كانوا يتبعون منهجيات مُنظمة ومُحكَمة في الفتوى، رغم عدم تدوينها بشكل رسمي، وقد أرسى الإمام الشافعي قواعد وأسس منهجية الاستنباط في "الرسالة".

وأضاف: "إن هذه المنهجية التي اتبعها الصحابة والتابعون كانت حاسمة في تقديم الفتاوى الدقيقة والمتوافقة مع الشريعة، وهذا ما يجب أن نستمر في اتباعه لضمان تقديم توجيهات صحيحة وملائمة".

وأوضح مفتي الهند أن الأزمة الحالية في مجال الفتوى تتطلب تعاونًا دوليًّا لتقليل تأثير الفتاوى التي يصدرها غير المؤهلين علميًّا.

وتابع: “هذه الفتاوى قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية في المجتمعات وقد تثير الارتباك، ويجب على علماء الفتوى أن يتعاونوا ويتبادلوا المعرفة لحماية المجتمع من الفتاوى غير الدقيقة والتي قد تؤدي إلى تفشي اللَّا أخلاقية أو الإضرار بعقيدة الإسلام”.

وأشار إلى أن التقدم الهائل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا جديدة في مجال الفتوى، لكنه يأتي مع تحديات كبيرة.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم معلومات دقيقة وسريعة، ولكنه لا يستطيع دائمًا فهم السياق الكامل للتساؤلات الشرعية أو تقديم تحليلات دقيقة تتناسب مع تعقيدات الحالات الفردية.

واستطرد: “يجب علينا أن نتفاعل مع هذا التقدم بحذر، وأن نستفيد منه في إطار منهجي منضبط، مع ضمان عدم تجاوز الأبعاد الإنسانية والفكرية التي يحتاجها الفقه الإسلامي”.

وفي ختام كلمته، أكد مفتي الديار الهندية أهمية إجراء دراسات متكاملة وتبادل المعلومات بين المتخصصين لمواجهة التحديات التي يواجهها مجال الفتوى، مشيرًا إلى الحاجة إلى تعزيز التعاون بين العلماء والباحثين لتطوير استراتيجيات فعالة تضمن تقديم فتاوى دقيقة ومبنية على أسس علمية راسخة.