تأججت التوترات بين أنقرة وتل أبيب إلى مستويات غير مسبوقة مع تلويح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتدخل ضد إسرائيل، مشيرًا إلى سلوك مشابه لدعم بلاده لأذربيجان في ناغورنو قرة باغ وليبيا.
يأتي هذا وسط حرب كلامية بين الجانبين على خلفية الصراع في غزة، ماذا يحدث؟
حرب كلامية بين أردوغان وتل أبيب
أثارت تصريحات أردوغان تساؤلات حول توقيتها وتداعياتها، بالإضافة إلى مسارها المحتمل، حيث أكد خبراء أن حديث أردوغان قد يفتح احتمالات "تمويل" بالسلاح للفصائل الفلسطينية، مشابهًا لدعم أنقرة المسلح لأذربيجان وليبيا، غير أن تحقيق ذلك على أرض الواقع يبدو صعبًا، وفقًا لـ"سكاي نيوز عربية"
ويعتبر الخبراء أن توقيت تصريحات أردوغان يرتبط بحرب كلامية مع تل أبيب، بدأت منذ أسبوع، في محاولة تركية لدفع المجتمع الدولي للضغط لوقف الحرب في غزة وتحقيق مكاسب داخلية لزيادة شعبية حزب العدالة والتنمية.
أردوغان يسير على خطى صدام حسين
وأوضح أردوغان، في لقاء مع حزبه "العدالة والتنمية"، ضرورة تعزيز بلاده قوتها لردع إسرائيل عن ممارساتها ضد الفلسطينيين، وقال: "كما دخلنا في ناغورنو قرة باغ وليبيا، يمكننا فعل الشيء نفسه مع إسرائيل".
وردت إسرائيل على تصريحات أردوغان بشكل قوي، حيث صرح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن "أردوغان يسير على خطى صدام حسين ويهدد بمهاجمة إسرائيل"، مشيرًا إلى أن أردوغان يجب أن يتذكر ما حدث لصدام حسين وكيف انتهى الأمر.
كما حذرت تركيا، أمس الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مصير مشابه للزعيم النازي أدولف هتلر.
وفي وقت سابق، ندّدت الخارجية التركية بما وصفتها بـ"الأكاذيب والافتراءات" الإسرائيلية و"أنشطتها القذرة" عقب اتهامات وجهها كاتس لتركيا بتوفير السلاح والمال لحماس.
ضغوط على إسرائيل
ويرى المحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو، أن تصريحات أردوغان تهدف إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل للقبول باتفاق هدنة في غزة، وتحقيق مكاسب داخلية لزيادة شعبية الحزب الحاكم في تركيا.
ويشير أوغلو إلى أن تلك التصريحات قد تفتح احتمالات دعم تركي للفصائل الفلسطينية بالسلاح، مشابهًا لدعمها لأذربيجان وليبيا، رغم صعوبة تنفيذ ذلك على أرض الواقع.
مسارات تصريحات أردوغان
ويعتبر المحلل السياسي التركي، طه عودة أوغلو، أن تصريحات أردوغان تمثل عودة للتراشق بين أنقرة وتل أبيب منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.
ويشير أوغلو إلى أن التصريحات تسير في مسارين:
- الأول يتعلق بتعزيز شعبية حزب العدالة والتنمية داخليًا
- الثاني يرتبط بمحاولة الضغط على حلفاء إسرائيل، خاصة الولايات المتحدة، لوقف الحرب.
تداعيات محدودة
يعتقد الخبير في الشئون التركية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، كرم سعيد، أن توقيت تصريحات أردوغان مرتبط بمحاولة تحشيد الداخل التركي واستمرار الحرب الكلامية لتحقيق مكاسب شعبية.
ويشير سعيد إلى أن الدعم التركي للفصائل الفلسطينية سيكون مختلفًا وصعب تحقيقه على أرض الواقع مقارنة بدعمها لأذربيجان وليبيا.