شهد العالم في السنوات الأخيرة اضطرابات مناخية شديدة تتضمن هطول أمطار غير مسبوقة، موجات حر قاتلة، وحرائق غابات مستعرة.

قد يتساءل البعض: هل أصبح طقس الأرض أكثر غرابة؟ رغم أن هذه الظواهر الجوية حدثت في الماضي، إلا أن المشكلة تكمن في تكرارها وزيادة شدتها في الوقت الحاضر.

أسباب الظواهر الجوية الغريبة

ما الذي يسبب هذا الارتفاع في الظواهر الجوية الغريبة على مستوى العالم؟ وهل يمكننا فعل شيء حيال ذلك؟ تحدثت عالمة المناخ الرائدة كاثرين هايهو عن هذا الارتفاع الغريب في الظواهر الجوية وما يعنيه ذلك بالنسبة لنا.

الضرائب: فتح قنوات مستمرة مع المستثمرين وإزالة العقبات لتهيئة مناخ جاذب

حدائق مناخ بورسعيد تتجمل لاستقبال روادها| صور

بحسب مجلة “لايف ساينس”، تابعت أن مناخ الأرض قد تغير بشكل كبير على مدار تاريخه الممتد لـ 4.5 مليار عام. وأن الطبيعة شهدت من قبل ظروفاً أكثر دفئاً وبرودة. لكن ما يعرض العالم الحي للخطر هو معدل التغير الحالي. تقول هايهو: "كل واحد منا، أينما كان يعيش، يعاني من تأثيرات تغير المناخ اليوم".

التأثيرات اليومية لتغير المناخ

وأشارت إلى أن التغير المناخي ليس مجرد قضية بيئية، بل هو تحدي اجتماعي واقتصادي كبير يتطلب تحركًا فوريًا.

وطالبت الحكومات والشركات والأفراد باتخاذ خطوات جادة للحد من الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة. التحسينات في كفاءة استخدام الطاقة، الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز الوعي العام يمكن أن تساهم في التخفيف من حدة هذه الظواهر.

ويشهد العالم تزايدًا في وتيرة الأحداث المناخية المتطرفة كنتيجة مباشرة لتغير المناخ، مما يعرض الأرواح للخطر ويخلف تأثيرًا اقتصاديًا هائلًا.

وتكلف هذه الأحداث العالم حوالي 143 مليار دولار أمريكي سنويًا، حيث يعود الجزء الأكبر من هذه الخسائر (63%) إلى فقدان الأرواح البشرية، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Nature في عام 2023.

تهديد موجات الحر

واحدة من أكثر التأثيرات وضوحًا لتغير المناخ هي موجات الحر. مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، لم تصبح موجات الحر أكثر تواترًا فحسب، بل أصبحت أيضًا أكثر شدة.

خلال موجة الحر الأخيرة على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة، تم تسجيل درجات حرارة قياسية في لاس فيجاس بلغت 49 درجة مئوية. تعرض حوالي 36 مليون شخص لتحذيرات من الحرارة المفرطة حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى 20 درجة فوق المتوسط ​​لهذا الوقت من العام.

تأثير موجات الحر على مستوى العالم

في المملكة العربية السعودية، توفي أكثر من 1300 شخص خلال موسم الحج السنوي الذي تزامن مع موجة حر استثنائية. وصلت درجات الحرارة إلى 52 درجة مئوية في المسجد الحرام بمكة، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.

وشهدت اليونان شهدت أقدم موجة حر مسجلة في البلاد، مما أدى إلى وفاة العديد من السياح، بمن فيهم مقدم البرامج التلفزيونية والإذاعية البريطاني مايكل موزلي.

وتعاني شمال الهند من أشد موجات الحر التي شهدتها على الإطلاق، حيث بلغت درجات الحرارة 49 درجة مئوية. تشتهر فصول الصيف في الهند بالحرارة والرطوبة، لكن موجات الحر هذا العام كانت أطول وأكثر كثافة وتكرارًا، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.

سبب موجات الحر

تحدث موجات الحر عندما يتحرك نظام الضغط الجوي المرتفع ويدفع الهواء الدافئ نحو الأرض. المشكلة الحالية هي أن أنظمة الضغط المرتفع تتعزز مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، مما يحفز حلقة مفرغة من الاحترار.

أوضحت عالمة المناخ كاثرين هايهو: "كلما كان الطقس أكثر دفئًا، كان نظام الضغط العالي أقوى، وكلما كان نظام الضغط العالي أقوى، كان أكثر دفئًا".