شهد العالم، مؤخرًا، ما وصف بأنه "أسوأ أزمة رقمية على الإطلاق"، إثر تحديث برمجي فاشل من شركة الأمن السيبراني العملاقة "CrowdStrike"، وادي هذا الخلل إلى تعطل حوالي 8.5 مليون جهاز حاسوب حول العالم، مما تسبب في فوضى عارمة وتأثيرات واسعة النطاق على مختلف القطاعات.
تأثيرات واسعة النطاق
وتسببت الأزمة في إلغاء أكثر من 46 ألف رحلة جوية في يوم واحد، مما عطل حركة السفر العالمية وأربك خطط ملايين المسافرين.
كما أن المستشفيات لم تكن بمنأى عن الأزمة، حيث اضطرت إلى إلغاء عدد كبير من العمليات الجراحية، مما أثر على الرعاية الصحية للعديد من المرضى.
وواجهت خدمات الطوارئ حول العالم اضطرابات كبيرة، مما أثار مخاوف بشأن استجابة هذه الخدمات في الأوقات الحرجة.
مع تزايد تشابك البنى التحتية الرقمية واعتمادها المتزايد على التكنولوجيا، تبدو هذه الحادثة كمؤشر واضح على الهشاشة الرقمية التي يمكن أن تواجهها المجتمعات الحديثة. تاريخ الحوسبة مليء بأمثلة على مثل هذه الأزمات، مما يشير إلى أن حادثة انقطاع الإنترنت هذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.
خلل في قاعدة البيانات
أحد أقدم الانقطاعات الكبرى في تاريخ الإنترنت وقع في العام 1997 بسبب خلل في شركة "Network Solutions Inc"، وهي واحدة من المسجلين الرئيسيين لأسماء النطاقات لمواقع الويب.
وقع الحادث بسبب خلل في تكوين قاعدة البيانات لدى شركة "Network Solutions Inc"، وهي واحدة من المسجلين الرئيسيين لأسماء النطاقات لمواقع الويب.
وهذا الخلل أدى إلى تعطل كل موقع ويب ينتهي بـ"com" أو "net"، مما أدى بدوره إلى إغلاق حوالي مليون موقع، وهو ما كان في ذلك الوقت يشكل جزءًا كبيرًا من الويب.
مسنة تقطع كابل الانترنت
وفي عام 2011، كانت اتصالات الإنترنت في أرمينيا بأكملها تعتمد على كابل واحد من الألياف الضوئية يمر عبر جورجيا.
وقطعت امرأة مسنة، تبلغ من العمر 75 عامًا، اتصال الإنترنت عن جميع الأرمن، البالغ عددهم 2.9 مليون شخص، عندما قطعت ذلك الكابل بمجرفة ومنشار بالقرب من قرية كساني الجورجية.
وتم القبض على المرأة، التي كانت تبحث عن النحاس، ولكن أُطلق سراحها لاحقًا بسبب تقدمها في السن.
وقالت للصحافيين: "ليس لدي أي فكرة عما هو الإنترنت".