العلاقات المصرية الإماراتية علاقات عميقة تقوم على الوعي والفهم المشترك لطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية، وكانت مصر من أوائل الدول التي دعمت قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971.
وتؤكد مصر دائمًا اعتزازها بالعلاقات مع الإمارات وما يربطهما من أواصر تاريخية وثيقة، كما تؤكد الإمارات حرصها الدائم على تعزيز علاقات التعاون الأخوية المتميزة مع مصر.
في هذا السياق، وصل الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، قبل قليل، إلى مطار العلمين الدولي في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام، جاء ذلك وفقا لما أفادت به قناة إكسترا نيوز الإخبارية في خبر عاجل لها.
زيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر
رحب اتحاد القبائل العربية بزيارة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات لمصر، التي تستغرق عدة أيام.
وأكد اتحاد القبائل العربية في بيان له أن هذه الزيارة المعتادة لرئيس دولة الإمارات لمصر بمثابة دعم مستمر منه لقطاع السياحة المصري.
وأشار اتحاد القبائل العربية إلى أن زيارة رئيس دولة الإمارات تعتبر رسالة دولية، تبرز صورة مدى رقي الخدمات السياحية المصرية واستقرار الدولة واستتباب الأمن والأمان في مصر.
أكد المهندس إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العربية أن هذه الزيارة تعتبر رسالة دولية من صاحب السمو تبرز صورة مدى رقي الخدمات السياحية المصرية واستقرار الدولة و استتباب الأمن و الأمان في مصر العظيمة.
وتظهر الأرقام قوة العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات، حيث تعتبر الإمارات أكبر دولة مستثمرة في السوق المصرية، وعلى مدار 50 عامًا من التعاون الثنائي في مجالات متعددة، تطورت العلاقات الاقتصادية بشكل ملحوظ، مع زيادة الاستثمارات النوعية.
فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال 22 عامًا حوالي 68 مليار دولار، كما ارتفعت الاستثمارات الإماراتية في مصر خلال العام المالي 2021/2022 إلى 5.7 مليار دولار، مقارنة بـ 1.4 مليار دولار في العام المالي السابق.
ويوجد 1250 شركة إماراتية تقريبا تعمل في السوق المصرية، بينما تستثمر الشركات المصرية أكثر من 4 مليارات درهم في الإمارات، ويتصدر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاستثمارات الإماراتية في مصر، حيث تضم نحو 55 شركة وتصل استثماراتها إلى 2 مليار دولار.
في عام 2022، بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والإمارات 4.9 مليار دولار، مع تسجيل الصادرات المصرية للإمارات زيادة بنسبة 14.4% مقارنة بعام 2021، ومن أهم الصادرات المصرية للإمارات اللؤلؤ والأحجار الكريمة والآلات والأجهزة الكهربائية والملابس والخضروات.
كما ارتفعت قيمة تحويلات المصريين العاملين بالإمارات إلى 3.5 مليار دولار خلال العام المالي 2021/2022، بزيادة قدرها 1.4% مقارنة بالعام المالي السابق. في المقابل، انخفضت قيمة تحويلات الإماراتيين العاملين في مصر إلى 35.8 مليون دولار، بتراجع نسبته 8.4%.
علاوة على التبادل التجاري، شهدت الفترة الأخيرة توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين، بما في ذلك قمة مصرية ـ إماراتية لتتويج الشراكة الاستراتيجية. كما وقع البنك المركزي المصري مع مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي اتفاقية لمبادلة العملة بقيمة تصل إلى 42 مليار جنيه و5 مليارات درهم.
وفي مجال التعاون الاستثماري، تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار الإماراتية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية لإنشاء إطار شامل للتعاون في مشاريع البنية التحتية الرقمية. كما تم توقيع ملحق تمديد لمذكرة تفاهم في مجال تطوير العمل الحكومي بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية في مصر ووزارة شؤون مجلس الوزراء الإماراتية خلال القمة العالمية للحكومات 2024.
رئيس دولة الإمارات
جدير بالذكر أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تربطه علاقة أخوة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك حبه ودعمه الدائمين لمصر وشعبها، وقد انعكس ذلك في محطات فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، التي شهدت تطورًا كبيرًا خلال العقد الأخير.
وفي إطار زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى مصر اليوم الاثنين، نستعرض في التقرير التالي أبرز محطاته وزياراته إلى القاهرة خلال السنوات الماضية، عندما كان وليًا لعهد أبو ظبي وبعد توليه رئاسة الإمارات في مايو 2022.
وتشمل هذه الزيارات نوعين: زيارات مطولة لعدة أيام إلى القاهرة، وزيارات خاطفة لعقد لقاءات أخوية سريعة مع الرئيس السيسي، بالإضافة إلى زيارات ترفيهية، مثل زيارته لمدينة العلمين العام الماضي ووصوله إلى العلمين اليوم.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، العديد من الزيارات إلى مصر، خاصة خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. في عام 2022، زار مصر أربع مرات، أبرزها في 23 مارس 2024، حيث التقى بالرئيس السيسي لبحث تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة التطورات الإقليمية.
وفي 2023، زار مصر في 5 أغسطس لمناقشة التعاون المشترك. وفي 2022، شارك في قمة المناخ COP27 في شرم الشيخ في نوفمبر، وقام بزيارة في أغسطس، وأخرى في أبريل ومارس.
كما زار مصر في 2021 و2020، وأجرى عدة زيارات في الأعوام السابقة لمناقشة تعزيز التعاون بين البلدين.
وتعد العلاقات المصرية - الإماراتية نموذجًا يحتذى به في العلاقات العربية العربية، سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، أو من حيث استقرارها ونموها المستمر، أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتي البلدين وكبار المسئولين فيهما.
تأتي الزيارات في إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية وما يربط بين الدولتين من علاقات تعاون متشعبة على كل الأصعدة ويعكس تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين خلال الفترة الماضية.
وتحرص الدولتين على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة في المرحلة الراهنة، التي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي، والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وزعزعة استقرارها.
يرجع تاريخ العلاقات "المصرية- الإماراتية" إلى ما قبل عام 1971، الذي شهد التئام شمل الإمارات السبع في دولة واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات، وتعد مصر من بين أولى الدول التي اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دوليًا وإقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للعرب.