في تطور مثير للأحداث، تواجه اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024 سلسلة من المشاكل التنظيمية والفضائح التي هزت الأوساط الرياضية العالمية، حيث جرت تحقيقات مكثفة في عدة محاور.
سرقة أفراد العائلة المالكة القطرية في باريس
وشهد حفل الافتتاح، أخطاء تنظيمية وانتقادات واسعة، بما في ذلك تعرض إحدى أفراد العائلة الحاكمة القطرية لسرقة كبيرة أثناء زيارتها لباريس لحضور الألعاب الأولمبية.
وأفادت تقارير صحفية فرنسية، بأن 11 حقيبة فاخرة تحتوي على مقتنيات شخصية ثمينة، قد اختفت بشكل غامض من قطار سريع أثناء سفرها من نيس إلى باريس يوم السبت الماضي.
وبحسب صحيفة “لو باريزيان”، فإن الضحية هي زوجة شقيق أمير قطر، والتي كانت برفقة موظفها الشخصي، واكتشفت سرقة الحقائب، التي تحمل علامة “هيرميس” الشهيرة، بعد مغادرة القطار من محطة تولون، وعلى الفور تم إيقاف القطار وإجراء عمليات بحث مكثفة، ولكن لم يتم العثور على أي أثر للحقائب أو اللصوص.
وذكرت الصحيفة، أنه تم فتح تحقيق وتسليمه إلى دائرة الشرطة الوطنية (CPN) في تولون، مبينة أن زوجة شقيق أمير قطر، التي كانت برفقة موظفها المنزلي، صعدت إلى القطار السريع أمس وكان القطار قادما من نيس ومتجها إلى محطة ليون في باريس.
وأوضحت انه تم اكتشاف أن 11 حقيبة من ماركة "هيرميس" الفاخرة قد سرقت، وأن هذه الحقائب كانت تحتوي على "مقتنيات شخصية ثمينة"، مشيرة الى إيقاف القطار لمدة عشرين دقيقة في محطة تولون لإجراء عمليات البحث، ولكن لم يتم العثور على الحقائب أو اللصوص.
وقالت الصحيفة إن الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية، رفضت التعليق على هذا الأمر.
وتسعى السلطات حاليًا إلى جمع كافة الأدلة والشهود لكشف غموض هذه الجريمة التي هزت الأوساط الرياضية.
من جهتها، رفضت الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية التعليق على هذا الحدث.
وتأتي هذه الحادثة لتضيف بُعدًا جديدًا لأجواء الألعاب الأولمبية وسوء تنظيمها في باريس، حيث تسلط الضوء على أهمية توفير الأمن والحماية للمشاركين والزوار.
أزمة لوحة العشاء الأخير
وأثارت فقرة في حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 جدلاً وغضباً في فرنسا وخارجها، بعدما تم استخدام لوحة العشاء الأخير الشهيرة في مقاربة مثيرة للجدل.
وحاكى الفريق الراقص لوحة العشاء الأخير للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، التي تجسد العشاء الأخير للمسيح مع التلاميذ على المائدة في ليلة القبض عليه وصلبه بحسب الاعتقاد المسيحي، تضمن العرض محاكاة ساخرة للصورة، من أشخاص غير لائقين بهذا.
وعبرت الكنائس حول العالم عن إدانتها لما حدث في الحفل، لما فيه من إساءة للمسيحيين حول العالم، حيث أصدر مجلس كنائس الشرق الأوسط بيان رسمي، موضحا فيه أن ما جرى إنما يدل على جهل تام لمفهومي الحرية والكرامة الإنسانية، وهذا أمر مقلق جدا بالنسبة لمستقبل الإنسانية، لأن استغلال منبر عالمي بهذا الأسلوب، إنما يعني الانحدار بالتلاقي الإنساني الحضاري العالمي، إلى أدنى مستوى في العلاقات الإنسانية، وتاليا إلى انتفاء القبول بالتنوع في الحياة الاجتماعية، مما يفضي إلى بروز النزعة الإلغائية والإقصائية تجاه الآخر.
وأصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، بيانا رسميا تطالب فيه باعتذار واضح وجاد من الهيئات المنظمة لأولمبياد باريس 2024، لكل المسيحيين الذين استاؤوا من هذا المشهد المؤسف، الذي شاب ما كنا نظن أنه عرس رياضي عالمي، من شأنه أن يدخل الفرح والبهجة على قلوب جميع المشاركين والمشاهدين، مع ضمانات كافية لعدم تكرار مثل هذه التصرفات المسيئة.
إلغاء تدريبات السباحة بسبب تلوث مياه السين
كما تقرر إلغاء أول حصة تدريبية للسباحة في مسابقة الترياثلون بنهر السين، التي كان من المفترض إقامتها، بسبب سوء جودة المياه.
وعلى مدى أشهر ازدادت المخاوف المتعلقة بخطة أولمبياد باريس 2024 بإقامة منافسات السباحة في مسابقة الترياثلون ومسابقة السباحة في المياه المفتوحة بنهر السين، حيث إن ذلك يضع الرياضيين في خطر بسبب تلوث النهر.
وأكد المنظمون ضرورة المضي قدما في الخطة الموضوعة، بعد أن كانت آن هيدالجو، عمدة مدينة باريس، من بين هؤلاء الذين قاموا بالسباحة بالنهر في محاولة لإثبات نظافته، ولكن المشكلة تفاقمت بسبب الأمطار المستمرة منذ حفل الافتتاح الجمعة الماضي.
وسيتم إجراء تدريبات الركض والدراجات فقط على مسار الترياثلون، علما بأن المنافسة الحقيقية تبدأ غدا بالنسبة للرجال، بينما تقام منافسات السيدات بعد غد، وستقام منافسات التتابع المختلط 5 أغسطس المقبل، ومنافسات السباحة في المياه المفتوحة 8 و9 أغسطس.
فضيحة أخلاقية تطارد لاعبا هولنديا
إضافة إلى ذلك، برزت قضايا تتعلق بإطلاق صيحات الاستهجان على لاعب هولندي يشارك مع منتخب بلاده في منافسات الكرة الطائرة الشاطئية ببطولة دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024" فور دخوله أرض الملعب بسبب إدانته باغتـ ـصاب طفلة تبلغ من العمر 12 عامًا في عام 2016.
ووفقًا لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية تعرض فان دي فيلدي لاعب منتخب هولندا للكرة الشاطئية لصيحات استهجان بعدما دخل الى أرضية الملعب المطل على برج إيفيل العالمي.
وخسر الثنائي أمام الثنائي الإيطالي (أليكس رانجيري وأدريان إجناسيو كارامبولا راوريتش) مجموعتين مقابل مجموعة واحدة صباح الأحد.
وتعرض إعلان مشاركة اللاعب الهولندي لانتقادات خاصة بسبب إدانته عام 2016 باغتصـ ـاب فتاة تبلغ من العمر 12 عاما.
وهذه الأحداث تشير إلى تحديات كبيرة تواجه الألعاب الأولمبية في باريس، مما يلقي بظلال من الشك على مدى نجاح التنظيم والإدارة لهذا الحدث الرياضي العالمي.