ما بين الثناء والانتقاد؛ حظى حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024- الذي انطلق يوم الجمعة الماضية- باهتمام بالغ، ومتابعة واسعة على مستوى مختلف بلدان أنحاء العالم، ولا سيما جماهير الفضاء الإلكتروني الذين يتابعون عن كثب كل ما هو جديد ينشر حول كواليس البطولة.

حفل الافتتاح الذي أقيم على ضفاف نهر السين، واستمر لأكثر من 3 ساعات، لم يحبس أنفاس المتابعين حول العالم على الأرض فحسب، بل حبس أيضًا أنفاس السماء بفرض تقييدًا جويًا مؤقتًا لحركة الطيران فوق الاحتفال، حيث أغلقت فرنسا المجال الجوي لمسافة 80 ميلاً بحرياً حول باريس، حتى انتهى الاحتفال الذي امتد مسافة تزيد عن 150 كيلومترا على الأرض.

في تلك الليلة، التي انطلقت فيها شعلة الاحتفاء في أجواء باريس الخاوية من الطيران، كانت مواقع تتبع حركة الطيران العالمية تترقب هذا التقييد المؤقت لحركة الطيران التي فرضته باريس فوق أجواءها، لحظة الاحتفال، وهو أمر وارد بالنسبة لحركة الملاحة الجوية فوق دولة بعينها، إذا كانت ستشهد احتفالات تصل شرارتها إلى عنان السماء، فتحسبا للسلامة؛ تُقيد أجواء محيط بقعة الاحتفاء.

موقع تتبع الطيران العالمي “فلايت رادار”، نشر عبر حسابه الرسمي، لقطات متتابعة من الأجواء الفرنسية، لليلة الاحتفال، وقارنها بلقطة للأجواء قبيل انطلاقه؛ لتظهر المفارقة الكبيرة في لحظات، بخلو بقعة كبيرة من أجواء فرنسا من حركة الطيران تمامًا بعد فرض الحظر والتقييد على الأجواء.

ونوه موقع “فلايت رادار” بأن اللقطات المأخوذة للأجواء وشاركها مع متابعيه، هي للرحلات الجوية فوق أوروبا لنفس اليوم من نهاية الأسبوع، وهو الجمعة، ولكن كانت الأسبوع الذي يسبق حفل الاحتفال، مشيرًا إلى أن الرحلات الجوية من وإلى باريس وحولها توقفت تمامًا بسبب هذا الاحتفال.

وفي تعليق طريف له، قال الحساب الرسمي لموقع تتبع حركة الطيران العالمي، "الليلة.. يمكنك السفر إلى أي مكان باستثناء باريس".

وتجدر الإشارة إلى أن وسائل إعلام أجنبية، تحدثت خلال اليومين الماضيين عن فرض باريس حظرا جويا فوق أجواءها، بالتزامن مع حفل افتتاح أولمبياد 2024، والذي جاء ضمن خطة التأمين العسكري؛ تحسبًا لأي تهديدات قد تشكلها حركة الطائرات فوق التجمع الاحتفالي الذي يجمع مئات الآلاف من البشر حول نهر السين، بينهم نحو 14 ألف رياضي أولمبي من 206 دول حول العالم، لذا قررت فرنسا تقييد الأجواء أمام حركة الطيران فوق منطقة حفل الافتتاح البالغ طولها 150 كليو مترًا حتى انتهت فعالياته مع منتصف الليل.

ولم تتمكن أي طائرة من الإقلاع أو الهبوط في مطارات منطقة باريس، أبرزها (أورلي، رواسي، لوبورجيه، بوفيه)، بعد إبلاغ سلطات باريس لجميع شركات الطيران التي كانت قد وضعت جدولا لرحلاتها خلال ساعات الاحتفال.